الجواب: هذا الحديث لا أعلم له أصلًا، هذا الحديث لا أعلم له أصلًا بهذا اللفظ، ولكن له معنى، له معاني، فالجار له شأن عظيم، الجار له حق في إكرامه والإحسان إليه، كما قال الله جل وعلا: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ [النساء:36] فأمر الله بالإحسان إلى القريب وغير القريب.
والنبي ﷺ قال: ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه، وقال عليه الصلاة والسلام: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره قال: فلا يؤذي جاره.
(عاقر الجار...) أعده.
المقدم: "عاقر الجار، وضارب الأوتار، والراقصون والراقصات في النار".
الشيخ: كذلك ضارب الأوتار قد تقدم أن ما يكون من ضرب الأوتار في الأغاني والملاهي أنه فيه شر عظيم وأنه يصد عن سبيل الله، ويمرض القلوب ويقسيها ويورثها النفاق.
فالراقص والراقصات هؤلاء إذا كانوا في حضرة الرجال وحضرة النساء ........... المشترك والمختلط شره عظيم وفساده كبير، فلا يستغرب أن يتوعد بالنار لما يترتب على رقص الرجل بين النساء، ورقص المرأة بين الرجال غير محارمها وغير نسائها من الشر الكبير.
فالمقصود أن الرقص الذي ليس فيه الحشمة عما حرم الله كالرقص عند الرجال الأجانب، أو مختلط بالرجال والنساء هذا يفضي إلى فساد كبير، وإلى وقوع الفواحش، وهكذا الراقصون من الرجال بين النساء ليعشقنهم وليكن بينهن وبينهم الفساد، كله شره كبير.
الرقص لا يكون من المرأة إلا في مجال النساء، الرقص يكون بين النساء في العرس، هذا هو محل الرقص للمرأة بين النساء لا بين الرجال ولا في كل مكان، بل بين النساء في الأعراس لا محذور فيه إذا كان ليس هناك نظر من الرجال.
والرجل ليس من أهل الرقص، وليس من شأنه الرقص، ولا ينبغي له الرقص ولا يجوز له الرقص، وإنما يلعب اللعب الذي يعينه على التدرب في الجهاد، لعب المجاهدين والمتدربين، ليس من شأنه الرقص، وإنما يلعب ويتدرب على السلاح والكر والفر، لينفع نفسه وينفع المسلمين، وأن يشارك في الجهاد وحماية الدين وحماية الأوطان والأموال، هذا هو الذي يطلب من الرجل.
أما الرقص الذي هو رقص أهل الشهوات ورقص النساء فليس من شأن الرجال بل شأنهم فوق ذلك، شأن الرجال التدرب والعمل فيما يجعلهم صالحين للجهاد وحمل السلاح بأنواعه، والبعد عن مشاكل النساء والاتصال بالنساء، والله المستعان .نعم.
الحكم على حديث: (عاقر الجار وضارب الأوتار ...)
السؤال: السؤال الثالث والأخير في رسالة الأخ شيخي محمد بلدية من عين الخضرة بالجزائر- العاصمة، يقول فيه: هل هذا الحديث صحيح، إن كان صحيح فمن يكون راويه: "عاقر الجار، وضارب الأوتار، والراقصون والراقصات في النار" أفيدونا أفادكم الله؟