الجواب:
الواجب على المؤمن أن يُنكر، وإنما جاءت المصيبة العظيمة من التَّساهل، وهذا يقول: هذا على غيري، وهذا يحقر نفسه ولا يرى أنه أهلًا لأن يُنكر، وهذا يخاف أن يُقابَل بما لا ينبغي، وهذه مصيبة عظيمة.
الرسل عليهم الصلاة والسلام ما خافوا، بذلوا المستطاع، مع أنهم استهزأ بهم الناس، وسخروا بهم، وآذوهم، بل قُتِل بعضُهم، كما سمعت في القرآن: وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ [آل عمران:21]، في آيات، فلم تمنعهم مخافة الناس من أداء الواجب.
فالواجب على أهل العلم وعلى المؤمنين التأسِّي بهم، وألا يمنعهم من ذلك خوف الناس، أو قول بعض الناس: عليك بنفسك، اشتغل بنفسك، أو السخرية منه، أو غير هذا مما يفعله الجهلةُ والسُّفهاء، لا، لا يهمّك هذا، اتَّقِ الله، واعمل، فإن قُبِلَ منك فهذا المطلوب، وإن لم يُقبل منك برئت الذمةُ.
وأنتم تعلمون ما جرى للنبي ﷺ في مكة، ولم يمنعه هذا من الدَّعوة إلى الله، وأُوذي، وهكذا المؤمنون في مكة، وهكذا في كل بلادٍ من حين بعث الله نبيه إلى يومنا هذا، بل من حين نزل آدم في الأرض، فالبلاء حاصلٌ، وقد قصَّ الله علينا ما جرى بين ابنيه: قابيل وهابيل، حتى قتل أحدُهما الآخر.
فالأمر موجودٌ من عهد آدم إلى يومنا هذا، لا بدّ من إنكار المنكر، ولا بدّ من الصبر، يقول الله عن لقمان يقول لابنه: يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ [لقمان:17]، والله يقول في كتابه العظيم: وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ [الأنفال:46]، ويقول عمر : "وجدنا خير عيشنا بالصبر"، ويقول عليٌّ : "الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد"، ثم رفع صوته فقال: "ألا لا إيمان لمن لا صبرَ له" يعني: لا إيمان كامل، مَن لا يصبر؛ ضعف إيمانه، ووقع في أغلاطٍ.
ومن ذلك مسألة الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر: في بيتك، في الطريق، حسب الطاقة، إن سمعت الغناء أنكرته، إن رأيت تهاونًا بالصلاة أنكرته، إن رأيت مَن يحلق لحيته أنكرتَ عليه بالحكمة، إن رأيت من يُسبل ثيابه أنكرت عليه، إن رأيتَ مَن يشرب الخمر أو يُدخن أنكرتَ عليه، إن رأيتَ مَن يعقّ والديه أو أحدهما أنكرتَ عليه، وهكذا كل معصيةٍ تعرفها أنها معصية، عندك الدليل، لا تأمر ولا تنهى إلا عن علمٍ، عن بصيرةٍ، فإذا تكلمت عن بصيرةٍ فأنت على خيرٍ، حتى ولو رُدَّ عليك، حتى ولو استُهزئ بك، حتى لو ضُربت أنت، هذا خيرٌ لك؛ أسوة بالأنبياء والأخيار.
الرسل عليهم الصلاة والسلام ما خافوا، بذلوا المستطاع، مع أنهم استهزأ بهم الناس، وسخروا بهم، وآذوهم، بل قُتِل بعضُهم، كما سمعت في القرآن: وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ [آل عمران:21]، في آيات، فلم تمنعهم مخافة الناس من أداء الواجب.
فالواجب على أهل العلم وعلى المؤمنين التأسِّي بهم، وألا يمنعهم من ذلك خوف الناس، أو قول بعض الناس: عليك بنفسك، اشتغل بنفسك، أو السخرية منه، أو غير هذا مما يفعله الجهلةُ والسُّفهاء، لا، لا يهمّك هذا، اتَّقِ الله، واعمل، فإن قُبِلَ منك فهذا المطلوب، وإن لم يُقبل منك برئت الذمةُ.
وأنتم تعلمون ما جرى للنبي ﷺ في مكة، ولم يمنعه هذا من الدَّعوة إلى الله، وأُوذي، وهكذا المؤمنون في مكة، وهكذا في كل بلادٍ من حين بعث الله نبيه إلى يومنا هذا، بل من حين نزل آدم في الأرض، فالبلاء حاصلٌ، وقد قصَّ الله علينا ما جرى بين ابنيه: قابيل وهابيل، حتى قتل أحدُهما الآخر.
فالأمر موجودٌ من عهد آدم إلى يومنا هذا، لا بدّ من إنكار المنكر، ولا بدّ من الصبر، يقول الله عن لقمان يقول لابنه: يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ [لقمان:17]، والله يقول في كتابه العظيم: وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ [الأنفال:46]، ويقول عمر : "وجدنا خير عيشنا بالصبر"، ويقول عليٌّ : "الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد"، ثم رفع صوته فقال: "ألا لا إيمان لمن لا صبرَ له" يعني: لا إيمان كامل، مَن لا يصبر؛ ضعف إيمانه، ووقع في أغلاطٍ.
ومن ذلك مسألة الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر: في بيتك، في الطريق، حسب الطاقة، إن سمعت الغناء أنكرته، إن رأيت تهاونًا بالصلاة أنكرته، إن رأيت مَن يحلق لحيته أنكرتَ عليه بالحكمة، إن رأيت من يُسبل ثيابه أنكرت عليه، إن رأيتَ مَن يشرب الخمر أو يُدخن أنكرتَ عليه، إن رأيتَ مَن يعقّ والديه أو أحدهما أنكرتَ عليه، وهكذا كل معصيةٍ تعرفها أنها معصية، عندك الدليل، لا تأمر ولا تنهى إلا عن علمٍ، عن بصيرةٍ، فإذا تكلمت عن بصيرةٍ فأنت على خيرٍ، حتى ولو رُدَّ عليك، حتى ولو استُهزئ بك، حتى لو ضُربت أنت، هذا خيرٌ لك؛ أسوة بالأنبياء والأخيار.