الجواب:
لا ريب أن التَّبرج من أقبح الخصال، ومن أشنع أمور الجاهلية، وهو من أعظم أسباب الفساد والفتنة للرجال بالنساء، والنساء بالرجال، والله يقول سبحانه: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى [الأحزاب:33].
والتَّبرج: هو إظهار المحاسن والمفاتن، والتَّكسر في القول، والخضوع في القول، كل هذا من أسباب الفتنة، ومن المُحرَّمات.
وقد قال الله جلَّ وعلا في كتابه العظيم: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [الأحزاب:53] فجعل إسدال الحجاب أطهر لقلوب الجميع، وليس للرجل أن يراها من دون حجابٍ، وأن يتَّصل بها إلا مع الحجاب إذا كان أجنبيًّا منها: كابن عمِّها، وابن خالها، وأخي زوجها، ونحو ذلك.
وقال سبحانه: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ الآية [النور:31]، ولا ريب أن شعرها ووجهها وبدنها كله من الزينة، فالواجب ستر ذلك والتَّحجب.
وقال جلَّ وعلا أيضًا: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ [الأحزاب:59].
وأما ما يقوله بعضُ العلماء من أنَّ الوجه ليس بعورةٍ فهو قولٌ غلطٌ ومرجوحٌ، وبعضهم يُقيد إذا كان ما فيه تجميلٌ: لا بكحلٍ، ولا غيره، وكل هذه الأشياء لا وجهَ لها؛ فالوجه هو عنوان المرأة جمالًا ودمامةً، وهو سبب الفتنة عند ظهوره، وسبب جرأتها على التَّحدث مع الرجال، والجلوس مع الرجال.
وبذلك قامت الأدلةُ على وجوب الحجاب، ووجوب ستر الوجه عن غير المَحْرَم، ومن ذلك ما تقدَّم من قوله سبحانه: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [الأحزاب:53]، ولم يقل: إلا الوجه، وقال: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ [النور:31]، ولم يقل: إلا الوجه، وقوله: إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا [النور:31] في الآية قبلها يعني: الملابس الظاهرة، كما قال ابنُ مسعودٍ وغيره، وأما قول مَن قال: إنه الوجه والكفَّان، فهو قولٌ ضعيفٌ مرجوحٌ يُخالف الأدلة.
وقد قالت عائشة رضي الله عنها: أنَّ الناس كانوا قبل الحجاب تُعرف وجوههم، أما بعد الحجاب فقد أُمِرْنَ بستر الوجه، ولهذا قالت -كما جاء في "الصحيحين"- أنَّ صفوان بن المعطل عرفها، وكان قد رآها قبل الحجاب: "فلما سمعتُ صوتَه خمَّرْتُ وجهي، وكان قد رآني قبل الحجاب".
وقال عليه الصلاة والسلام: صنفان من أهل النار لم أرهما: رجال بأيديهم سياطٌ كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات، مائلات مُميلات، رؤوسهن كأسنمة البُخْت المائلة، لا يدخلون الجنةَ، ولا يجدون ريحها، وهذا يدل على تحريم التَّبرج وإظهار المحاسن: كالثياب القصيرة والرقيقة.
وقوله: نساء كاسيات عاريات يعني: أنهن كاسيات في الاسم لا في الحقيقة، كاسيات بملابس قصيرة أو شفَّافة رقيقة، فهي كسوةٌ لا كسوة، كسوة معها عُري.
مائلات مُميلات يعني: مائلات عن الحقِّ، وعن العِفَّة، مُميلات لغيرهنَّ.
هذا يُوجب على المؤمن والمؤمنة أن يحذر كلٌّ منهما ما حرَّم الله عليه، وألا يتساهل المؤمنُ في هذا الباب مع زوجته، أو أخته، أو أمه، أو غير ذلك، وألا تتساهل هي مع زوج أختها، أو مع أخي زوجها، أو عمِّ زوجها، أو نحو ذلك.
فالكل يجتهد في الحجاب والستر، حذرًا من الفتنة التي تترتب على كشف الحجاب، وعلى إبداء الزينة، وعلى إظهار المفاتن والمحاسن.
والتَّبرج: هو إظهار المحاسن والمفاتن، والتَّكسر في القول، والخضوع في القول، كل هذا من أسباب الفتنة، ومن المُحرَّمات.
وقد قال الله جلَّ وعلا في كتابه العظيم: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [الأحزاب:53] فجعل إسدال الحجاب أطهر لقلوب الجميع، وليس للرجل أن يراها من دون حجابٍ، وأن يتَّصل بها إلا مع الحجاب إذا كان أجنبيًّا منها: كابن عمِّها، وابن خالها، وأخي زوجها، ونحو ذلك.
وقال سبحانه: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ الآية [النور:31]، ولا ريب أن شعرها ووجهها وبدنها كله من الزينة، فالواجب ستر ذلك والتَّحجب.
وقال جلَّ وعلا أيضًا: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ [الأحزاب:59].
وأما ما يقوله بعضُ العلماء من أنَّ الوجه ليس بعورةٍ فهو قولٌ غلطٌ ومرجوحٌ، وبعضهم يُقيد إذا كان ما فيه تجميلٌ: لا بكحلٍ، ولا غيره، وكل هذه الأشياء لا وجهَ لها؛ فالوجه هو عنوان المرأة جمالًا ودمامةً، وهو سبب الفتنة عند ظهوره، وسبب جرأتها على التَّحدث مع الرجال، والجلوس مع الرجال.
وبذلك قامت الأدلةُ على وجوب الحجاب، ووجوب ستر الوجه عن غير المَحْرَم، ومن ذلك ما تقدَّم من قوله سبحانه: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [الأحزاب:53]، ولم يقل: إلا الوجه، وقال: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ [النور:31]، ولم يقل: إلا الوجه، وقوله: إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا [النور:31] في الآية قبلها يعني: الملابس الظاهرة، كما قال ابنُ مسعودٍ وغيره، وأما قول مَن قال: إنه الوجه والكفَّان، فهو قولٌ ضعيفٌ مرجوحٌ يُخالف الأدلة.
وقد قالت عائشة رضي الله عنها: أنَّ الناس كانوا قبل الحجاب تُعرف وجوههم، أما بعد الحجاب فقد أُمِرْنَ بستر الوجه، ولهذا قالت -كما جاء في "الصحيحين"- أنَّ صفوان بن المعطل عرفها، وكان قد رآها قبل الحجاب: "فلما سمعتُ صوتَه خمَّرْتُ وجهي، وكان قد رآني قبل الحجاب".
وقال عليه الصلاة والسلام: صنفان من أهل النار لم أرهما: رجال بأيديهم سياطٌ كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات، مائلات مُميلات، رؤوسهن كأسنمة البُخْت المائلة، لا يدخلون الجنةَ، ولا يجدون ريحها، وهذا يدل على تحريم التَّبرج وإظهار المحاسن: كالثياب القصيرة والرقيقة.
وقوله: نساء كاسيات عاريات يعني: أنهن كاسيات في الاسم لا في الحقيقة، كاسيات بملابس قصيرة أو شفَّافة رقيقة، فهي كسوةٌ لا كسوة، كسوة معها عُري.
مائلات مُميلات يعني: مائلات عن الحقِّ، وعن العِفَّة، مُميلات لغيرهنَّ.
هذا يُوجب على المؤمن والمؤمنة أن يحذر كلٌّ منهما ما حرَّم الله عليه، وألا يتساهل المؤمنُ في هذا الباب مع زوجته، أو أخته، أو أمه، أو غير ذلك، وألا تتساهل هي مع زوج أختها، أو مع أخي زوجها، أو عمِّ زوجها، أو نحو ذلك.
فالكل يجتهد في الحجاب والستر، حذرًا من الفتنة التي تترتب على كشف الحجاب، وعلى إبداء الزينة، وعلى إظهار المفاتن والمحاسن.