الجواب:
الهجر أيُّها الأخ السائل وأيُّها الأخ المُستمع وأيتها الأخت في الله المُستمعة: الهجر علاجٌ ودواءٌ، يُفعل حيث نفع، ويُترك حيث لا ينفع، فالمُبتدع والعاصي المُعلن يستحقّ الهجر بعد أن يُنصح، وبعد أن يُوجَّه إلى الخير، ويُؤْمَر بطاعة الله، ويُنهى عن معصية الله، ويُبَيَّن له غلطه وبدعته، فإذا أصرَّ ولم يقبل النَّصيحة استحقَّ أن يُهجر.
وقد هجر النبيُّ ﷺ ثلاثةً من خيار الصَّحابة لما تخلَّفوا عن غزوة تبوك بغير عذرٍ، وهم: كعب بن مالك وصاحباه، هجرهم النبيُّ ﷺ والمسلمون خمسين ليلة، ثم تاب الله عليهم فترك هجرهم وسلَّم عليهم الرسولُ ﷺ والمسلمون، وأنزل الله في ذلك قوله تعالى: لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ [التوبة:117]، ثم قال بعدها: وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا... الآية [التوبة:118].
المقصود أنَّ التوبة علاجٌ، ولهذا هجر النبيُّ ﷺ هؤلاء الثلاثة، وهجرهم المسلمون طاعةً لله ولرسوله؛ لأنَّ في هجرهم مصلحةً، ليتوبوا، وليحذر غيرُهم من التَّخلُّف عن المغازي والجهاد إذا أُمروا بذلك؛ لأنَّ الله أمرهم أن ينفروا فقال: إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا [التوبة:39]، وقال: انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا الآية [التوبة:41]، فإذا أمرهم وليُّ الأمر بالنَّفير وجب النَّفير لقتال الأعداء، فإذا تخلَّفوا استحقُّوا الهجر والعقاب.
والرسول ﷺ هجرهم فقط، ولم يبلغنا أنه عاقب أحدًا منهم، ثم تابوا وندموا فتاب الله عليهم، وترك آخرين لم يهجرهم؛ لأنَّ في هجرهم مضرَّةً وشرًّا، ولهذا لم يهجرهم عليه الصلاة والسلام، منهم وعلى رأس: عبدالله بن أبي بن سلول رأس المنافقين، كانت له مواقف خبيثة، كانت له كلمات شنيعة، ومع ذلك تبلغ النبيّ ﷺ ويصفح ويُرشد ويتكلم ويعظ، ولم يُعاقبه، ولم يسجنه، ولم يقتله؛ لأنَّ في قتله وسجنه وطرده من البلاد أو قتله في ذلك خطر كبير على المسلمين؛ لأنه رئيسٌ مطاعٌ في الخزرج، وربما ترتب على قتله أو سجنه أو طرده ما لا تُحمد عقباه، فرأى النبيُّ ﷺ ألا يفعل ذلك، وأن يتألّفه على الخير بالكلمات الطيبة والنصيحة، وله نظائر في المنافقين، له نُظراء، لكنه رأسهم.
فالمقصود أنَّ الهجر تُراعى فيه المصلحة، فإن كانت المصلحةُ تقتضي الهجر والابتعاد عن الشخص هُجر وتُرك لعله يتوب ويندم، وإن كانت المصلحةُ تقتضي عدم الهجر، بل مُوالاة النَّصيحة، وموالاة التذكير، فعل ذلك، وهذا يعرفه كل أحدٍ بالنظر، فإذا كان صاحبُ المعصية أو صاحبُ البدعة أميرًا، أو ملكًا، أو رئيس الجمهورية، أو ما أشبه ذلك، أو رئيسًا للقبيلة -شيخًا في القبيلة- ترتبت على هجره مفاسد كثيرة؛ فالواجب حينئذٍ أن يتألّف، ويُدعى إلى الله، ويُناصح دائمًا؛ حتى لا يزداد شرُّه، وحتى لا يضرّ الأمة، وهكذا مَن أعلن المعاصي، هذا الحكم في أهل البدع والمعاصي الظَّاهرة.
وقد هجر النبيُّ ﷺ ثلاثةً من خيار الصَّحابة لما تخلَّفوا عن غزوة تبوك بغير عذرٍ، وهم: كعب بن مالك وصاحباه، هجرهم النبيُّ ﷺ والمسلمون خمسين ليلة، ثم تاب الله عليهم فترك هجرهم وسلَّم عليهم الرسولُ ﷺ والمسلمون، وأنزل الله في ذلك قوله تعالى: لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ [التوبة:117]، ثم قال بعدها: وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا... الآية [التوبة:118].
المقصود أنَّ التوبة علاجٌ، ولهذا هجر النبيُّ ﷺ هؤلاء الثلاثة، وهجرهم المسلمون طاعةً لله ولرسوله؛ لأنَّ في هجرهم مصلحةً، ليتوبوا، وليحذر غيرُهم من التَّخلُّف عن المغازي والجهاد إذا أُمروا بذلك؛ لأنَّ الله أمرهم أن ينفروا فقال: إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا [التوبة:39]، وقال: انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا الآية [التوبة:41]، فإذا أمرهم وليُّ الأمر بالنَّفير وجب النَّفير لقتال الأعداء، فإذا تخلَّفوا استحقُّوا الهجر والعقاب.
والرسول ﷺ هجرهم فقط، ولم يبلغنا أنه عاقب أحدًا منهم، ثم تابوا وندموا فتاب الله عليهم، وترك آخرين لم يهجرهم؛ لأنَّ في هجرهم مضرَّةً وشرًّا، ولهذا لم يهجرهم عليه الصلاة والسلام، منهم وعلى رأس: عبدالله بن أبي بن سلول رأس المنافقين، كانت له مواقف خبيثة، كانت له كلمات شنيعة، ومع ذلك تبلغ النبيّ ﷺ ويصفح ويُرشد ويتكلم ويعظ، ولم يُعاقبه، ولم يسجنه، ولم يقتله؛ لأنَّ في قتله وسجنه وطرده من البلاد أو قتله في ذلك خطر كبير على المسلمين؛ لأنه رئيسٌ مطاعٌ في الخزرج، وربما ترتب على قتله أو سجنه أو طرده ما لا تُحمد عقباه، فرأى النبيُّ ﷺ ألا يفعل ذلك، وأن يتألّفه على الخير بالكلمات الطيبة والنصيحة، وله نظائر في المنافقين، له نُظراء، لكنه رأسهم.
فالمقصود أنَّ الهجر تُراعى فيه المصلحة، فإن كانت المصلحةُ تقتضي الهجر والابتعاد عن الشخص هُجر وتُرك لعله يتوب ويندم، وإن كانت المصلحةُ تقتضي عدم الهجر، بل مُوالاة النَّصيحة، وموالاة التذكير، فعل ذلك، وهذا يعرفه كل أحدٍ بالنظر، فإذا كان صاحبُ المعصية أو صاحبُ البدعة أميرًا، أو ملكًا، أو رئيس الجمهورية، أو ما أشبه ذلك، أو رئيسًا للقبيلة -شيخًا في القبيلة- ترتبت على هجره مفاسد كثيرة؛ فالواجب حينئذٍ أن يتألّف، ويُدعى إلى الله، ويُناصح دائمًا؛ حتى لا يزداد شرُّه، وحتى لا يضرّ الأمة، وهكذا مَن أعلن المعاصي، هذا الحكم في أهل البدع والمعاصي الظَّاهرة.