حكم عبارات "وحِّدوه" في الجنائز ونحوها

السؤال:
يُلاحظ أن الجنازة بعدما تخرج من الحرم المكي وهي في طريقها إلى المقبرة عدَّة أمور:
الأمر الأول: يقوم بعضُ الأشخاص بالصياح قائلًا: "وحِّدوه".
ثانيًا: يقف حامل الجنازة عند منطقة تُسمَّى "مقراة الفاتحة" ويقرأ فيها بسورة الفاتحة.
ثالثًا: تتابع الجنازة سيرها نحو المقبرة وأيضًا يصيح بعضُ الأشخاص: "وحِّدوه".
ورابعًا: عندما تصل الجنازة إلى باب المقبرة يُوقفها الحاملون لها ويُنزلونها على الأرض، ويصيح أحدُهم: "ماذا تشهدون عليه؟" ثم يحملونها مرةً أخرى إلى المقبرة.
وخامسًا: وفي المقبرة عندما ينزل الميت وينزل معه بعضُ الأشخاص لتسوية القبر، وبعد أن يُسوَّى القبر يقوم أحدُهم بالأذان في القبر ويُقيم الصلاة.
فهل هذا من الشرع في شيءٍ؟

الجواب:
كل هذه بدع: رفع الصوت بـ"وحِّدوه" لا أصل له، بل السنة مع الجنازة خفض الصوت، والإنسان يُحاسب نفسه، ويتذكر حال الميت، وماذا يُقال له؟ وماذا يُجيب؟ ولا يقول: "وحِّدوه" أو "اذكروا الله"، فكل هذا ما له أصل.
فعلى الإنسان أن يُحاسب نفسه فيما بينه وبين الله وهو ماشٍ مع الجنازة، فيتذكر الموت، ويتذكر عاقبة الموتى، وما يُقال للميت، ويكون عنده خوفٌ وخشوعٌ، ولا يقف عند أي مكانٍ ويقول: "اقرؤوا الفاتحة"، لا في مكة، ولا في غير مكة، فهذا بدعة.
كذلك كونه يضعه ويقول: "ماذا تشهدون عليه؟" هذا لا أصل له، يُريدون أن يفضحوه، يقولون: هو فاسق، وإلا هذا غلطٌ، إذا شهد عليه الناسُ من دون طلبٍ لا بأس، إذا قالوا: نعم، جزاه الله خيرًا، وعمل معروفًا، فجزاهم الله خيرًا، والحمد لله أنتم شهداء الله في أرضه، أمَّا أنه يضعها أو يقول: ما تشهدون عليه؟ كل الناس، فلا، هذا بدعة، ما له أصلٌ، وهذا من أسباب الفضيحة أيضًا، أن يفضحه الناسُ إذا كان فاسقًا.
كذلك الأذان والإقامة في القبر، أو عند قبر؛ لا أصل لها، بل بدعة -نسأل الله للجميع الهداية.
فتاوى ذات صلة