أنواع التوسل

السؤال:

هل قول المسلم: اللهم إني أسألك بجاه فلان، أو أسألك بفلان، أو بأعمال فلان، هل هذا يبطل التوحيد؟

الجواب:

هذا يسمى "توسل" والتوسل أقسام:

توسل شرعي، وهو التوسل إلى الله بطاعته، واتباع شريعته، وهذا هو الدين كله، الدين هو التوسل إلى الله بطاعته وتوحيده، والإخلاص له في دخول الجنة، والنجاة من النار، فتوحيد الله، وطاعة أوامره، وترك نواهيه، والوسيلة إلى جنته، وكرامته.

والنوع الثاني: توسل بأسمائه وصفاته وأعمالك الصالحة في دعواتك، وهذا جائز أيضًًا، اللهم إني أسألك بأسمائك، وصفاتك أن تغفر لي، اللهم إني أسألك بإيماني بك، وبمحبتي لك ولنبيك، اللهم إني أسألك بأعمالي الصالحة، بطاعتي لك، واتباعي لشريعتك، وأدائي الأمانة، وبري الوالدين، وعفتي عما حرمت علي يا ربي، أسألك أن تغفر لي، هذا توسل بأسماء الله وصفاته وبأعمالك الطيبة، كل هذا توسل شرعي طيب مأمور به.

والتوسل الثالث: التوسل بدعاء أخيك يدعو لك، يا فلان ادع الله لي، اللهم إني أسألك أن تقبل دعاءه لي، وما أشبه ذلك، كما كان النبي ﷺ يدعو لأصحابه، وهو توسل بدعائه، وكما دعا للأعمى حتى شفاه الله، هو توسل بدعاء الحي إذا دعا لك، واستغفر لك تقول: اللهم تقبل منه، هذا كله جائز، وكله شرعي.

وهناك توسل باطل وتوسل شركي وهو نوعان:

نوع معناه الشرك الأكبر، وهو توسل إلى الله بعبادة الأنبياء والأولياء والكواكب ونحو ذلك، كما قال الكفار: مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى [الزمر:3]، هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ [يونس:18] هذا شرك أكبر أن يتوسل بالأنبياء والصالحين يدعوهم مع الله، يستغيث بهم، ينذر لهم، يتقرب إليهم بالسجود بالذبائح بطلب المدد، هذا شرك أكبر، ويسميه بعض المشركين توسلًا، وهكذا كونه يتوسل بالكواكب بالنجوم بالشمس بالقمر بالأصنام يدعوها، يستغيث بها، يطلبها المدد، يذبح لها، ينذر لها، هذا توسل شركي، شرك أكبر.

أما الذي سألت عليه أيها السائل هو نوع ثاني، توسل محرم ممنوع، وهو أن تقول: اللهم إني أسألك بجاه نبيك، أو بجاه الأنبياء، أو بحق الأنبياء، أو بحق الوالدين، أو بحق فلان، أو بجاه فلان، هذا بدعي لا يجوز، وليس بشرك، لكنه من وسائل الشرك.

والصحيح عند جمهور أهل العلم منعه، وأنه لا يجوز التوسل به؛ لأن الله ما شرع لنا التوسل بحق فلان، ولا بجاه فلان، ولا بذات فلان، ولكنه يتوسل بأسماء الله وصفاته وبأعمالنا الصالحة، كما قال : وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا [الأعراف:180]، وقال في الحديث الصحيح: من قال: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا الله، الواحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد لما سمع النبي رجلًا يدعو بهذا الدعاء قال: لقد سأل الله باسمه الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى.

كذلك حديث الثلاثة الذين دخلوا في الغار وانطبقت عليهم الصخرة، فتوسلوا إلى الله أحدهم ببر والديه، والثاني توسل إلى الله بعفته عن الزنا، والثالث توسل إلى الله بأدائه الأمانة، فرج الله عنهم، فالتوسل بالإيمان والتقوى والعمل الصالح بأسماء الله وصفاته هذا هو المشروع، أو بدعاء أخيك لك إذا دعا لك هذا هو المشروع، أما التوسل بجاه فلان أو بحياة فلان أو بذات فلان أو بحق فلان هذا غير مشروع، بل هو بدعة، ولا يجوز عند أهل العلم، عند عامة أهل العلم وجمهور أهل العلم لا يجوز؛ لأنه توسل غير مشروع ما شرعه الله لنا. 

فتاوى ذات صلة