الجواب:
هذا غلط، هذا تفسير الوسيلة غلط، الوسيلة فسرها العلماء بأنها قربة بالطاعة، توسل بالطاعات، قال -جل وعلا-: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ، وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ [المائدة:35] أي القربة إليه بطاعته، كما قال العلماء: كابن جرير، والبغوي، وابن كثير، وغيرهم، معنى الوسيلة القربة إليه بالطاعة.
وهكذا القول الثاني: أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ [الإسراء:57] يعني القربة إليه بالطاعة، بالصلاة، بالصوم، بالدعاء...
اللهم إني أسألك بجاه فلان، أو بحق فلان، أو بنبيك فلان، هذا ليس بمشروع، ولم يأت به شرع، وليس من الوسيلة التي شرعها الله -جل وعلا-فالذي فسر الوسيلة أنها التوسل بجاه الأنبياء، أو بجاه الملائكة، أو بجاه الأولياء؛ فقد غلط في هذا، وأتى بشيء ما عرفه العلماء، ولا ذكره أهل العلم، والتحقيق المعروفون بالاستقامة، وإنما هذا مما قاله بعض قاصري العلم، وبعض المتأخرين.
السؤال: ذكر هذا صاحب الرسالة، قال: إن الوسيلة هي دعاء الله بواسطة، ثم علق عليها بقوله: "اللهم بحبنا لكم، وحبنا لرسول الله".
الجواب: هذا توسل بالعمل الصالح، التوسل إلى الله بحب الرسول من العمل الصالح، فإذا قال: اللهم إني أسألك بحبي لأنبيائك، بحبي لنبيك، بإيماني بك، باتباعي لشرعك، بطاعتي لرسولك هذا توسل بالأعمال الصالحة، فالتوسل إلى الله بالطاعات، والأعمال الصالحات هذه هي الوسيلة.
ومن ذلك التوسل بحب الله، التوسل بحب رسوله -عليه الصلاة، والسلام- ومثل ذلك ما توسل به أصحاب الغار لما انطبقت عليهم الصخرة وهم ثلاثة، ولم يستطيعوا دفعها؛ توسلوا إلى الله بأعمالهم الصالحة، واحد توسل ببره لوالديه، وواحد توسل بعفته عن الزنا، والثالث توسل بأدائه الأمانة.
فالتوسل بالأعمال الصالحات هو الوسيلة الشرعية، أما التوسل بجاه فلان، أو حق فلان؛ فليس من الأعمال الصالحة.
السؤال: تفسير الوسيلة بأنها الدعاء إلى الله بواسطة، هذه جائزة؟
الجواب: لا، هذا بواسطة المخلوقين يعني.
الطالب: ولم يقل المخلوقين.
الجواب: التوسل بالأعمال الصالحات بالإيمان بالله، بأسمائه، وصفاته كما قال : وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا [الأعراف:180]... التوسل بالله، وأسمائه، وصفاته.
الثاني: التوسل بالأعمال الصالحات، بالتقوى، والإيمان، وحب الله، ورسوله، ونحو ذلك.
والثالث: بدعاء الحي، وشفاعته.. التوسل بدعائه لك بأنه يغفر لك مثل ما كان يدعو الصحابة في حياته ﷺ ويشفع لهم أن يهديهم، ويشفي مريضهم، ونحو ذلك.