الجواب:
كما تقدم: فرض، فرض، فرض على كلِّ واحدٍ إذا لم يوجد مَن يقوم مقامه، أما إذا وُجد مَن يقوم مقامه صارت في حقِّه سنةً، لكن أنت في قريةٍ، أو في حيٍّ من الأحياء، أو في قبيلةٍ ما عندك أحدٌ يُنكر المنكر، أنت رأيت المنكر بنفسك، عليك أن تُنكر المنكر حسب الطاقة: إما باليد، أو باللسان، حسب الطاقة، أقل شيءٍ القلبُ، إذا خفتَ الضرب والقتل كفى القلب، وإلا فالواجب اليد كالحسبة، رجل الحسبة حسب التعليمات التي لديه، في الرجل مع أولاده حسب الطاقة، مع زوجته حسب الطاقة، أمير القرية في بلده، في قريته، في قبيلته شيخ القبيلة حسب طاقته، وهكذا كل بحسبه، أما أن تمر بالمنكر وتقول: هذا على الهيئة، الهيئة ما سوّت شيئًا، ولا تعلمه أيضًا، ما هو في جهتها، ولا في حيِّها، مثلًا: ما عندك مركز، أو عندك مركز وغفل، أنت رأيت المنكر: إما أن تُنكر المنكر، وإما أن ترفعه إلى مَن يُنكره إذا عجزت وتقول: جرى كذا، وجرى كذا من المنكرات الظَّاهرة.
ومن هذا ما يتعلق بالصَّلوات: كثير من الناس يعرفون جيرانهم لا يُصلون في مسجدهم، ولا يقولون لهم: لماذا؟ أو يزورونهم، يروح اثنان أو ثلاثة، لا تروح وحدك، وحدك قد يُستهان بك، لكن انظر مَن يتيسر معك من الإخوان: اثنان، ثلاثة، تزورونه، أو في الطريق تُوقفونه: يا فلان، يا عبدالله، اتَّقِ الله، ما نُشاهدك -ما نشوفك- في المسجد، أو نسمع صوت المزامير والأغاني في بيتك، وأنتم جيرانه تسمعونه، تقولون له بالكلام الطيب، وتنصحونه، ولعله يستفيد، فإن لم يستجب في المرة الأولى استجاب في الثانية أو في الثالثة أو في الرابعة، أو ترفعون أمره بعد الإعذار إلى مَن يقوم عليه، وهكذا، فالغفلة هي المصيبة، والإعراض هو المصيبة.