حكم تأخير الحمل من أجل الدراسة أو الإرضاع

السؤال:

هل يجوز للمرأة أن تُؤخِّر الحملَ بواسطة وسائل منع الحمل بحجة إكمال الدراسة أو الإرضاع؟ وهل يجوز دعاء الله بأن يمنع الحملَ لهذه الأسباب؟

الجواب:

الذي يظهر لنا من الشرع المُطهر أنه لا ينبغي للمرأة: لا منع الحمل بالحبوب، ولا غيرها، ولا بالدعاء، ولا بغير ذلك؛ لأنَّ الحمل قد يكون فيه خيرٌ عظيمٌ ومصالح جمَّة، وقد صحَّ عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: تزوَّجوا الولود الودود، فإني مُكاثرٌ بكم الأمم يوم القيامة، ولأن المسلم في حاجةٍ إلى المزيد، والرغبة مطلوبةٌ في زيادة المسلمين -زيادة عددهم- ثم هذا أيضًا ينفع الوالدين، وجود الولد ينفعهما في الدنيا والآخرة، فلا ينبغي التَّسبب في منعه، لا بالحبوب، ولا بغير ذلك.

لكن إذا دعت قالت: "اللهم قدّر الأصلح، اللهم إن كان حملي أصلح فيسر ذلك، وإن كان ليس بأصلح فاكفني شرَّه" وما أشبهه فلا بأس، فهو شيءٌ معلَّقٌ على علم الله .

أما أن تقول: "اللهم امنع عني الحمل مطلقًا" فهذا ما ينبغي، أو تفعل ما يمنعه كذلك إلا لعلَّةٍ ذكرها أهلُ العلم؛ إذا كان معها مرضٌ قرر الأطباءُ أنه يضرُّها الحمل وعليها خطرٌ منه؛ فهذا لا بأس، عذرٌ لها أن تتعاطى ما يمنعه إذا كان عليها خطرٌ من الحمل، أو تراكم الأولاد عليها، وشقَّت عليها التربية؛ لأنهم صغار، وحملت هذا على هذا؛ جاز لها أن تتعاطى بعض الموانع في السنة الأولى والثانية أيام الرضاع، حتى تستعين بذلك على التربية الصَّالحة، وإن تركت واستعانت بالله وتركت هذا الأمر فذلك خيرٌ لها وأبرك وأفضل.

فتاوى ذات صلة