الجواب:
عقوق الوالدين منكر لا يجوز، وعقوقهما قطيعتهما والإساءة إليهما أو إيذاؤهما أو سبهما أو عدم الإنفاق عليهما مع الحاجة كل هذا من العقوق، فإذا كان لوالديه حاجة فيه بدّاها وقدمها على ذهابه إلى حضور المحاضرة، أو الدرس؛ لأن هذا شيء جزئي لا يمنعه من طلب العلم ولا يمنعه من صحبة الأخيار، بل هو عارض فينبغي له في هذه الحالة أن يقدم طاعة الوالد؛ لأن بره واجب، فالواجب أن يقدم طاعته في هذه المسائل الجزئية، وأن يقدم ذلك على أن يحضر المحاضرة الفلانية أو العزيمة الفلانية أو الندوة الفلانية أو ما أشبه ذلك؛ لأن البر واجب فلا يترك لمستحب.
ثم أيضًا يجب على الأولاد الحرص غاية الحرص على بر الوالدين حتى ولو كانا كافرين، فكيف وهما مسلمان؟ الله يقول في حق الوالدين الكافرين: وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا [لقمان:15] وهما كافران، فكيف بالمسلمين! الواجب برهما والإحسان إليهما والرفق بهما وخفض الجناح لهما وتليين الكلام معهما والسمع والطاعة لهما في المعروف، هذا هو الواجب على الولد ذكرًا كان أو أنثى، صغيرًا أو كبيرًا.