حكم قول القائل: بجاه القرآن الكريم

السؤال:

أحد الإخوة جاء بنسخة من المصحف المبارك طبعة باكستانية، وفيها يقول: هذه النسخة جاء فيها في صفحة 547 تحت دعاء ختم القرآن السطر الرابع: وانصرنا على القوم الكافرين بحرمة هذا القرآن العظيم، وآخر: وزين أخلاقنا بجاه القرآن الكريم، وآخر: وهون علينا سكرات الموت بجاه القرآن الكريم، ما رأي سماحتكم في هذا؟ 

الجواب:

بسم الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:

فهذا الدعاء، هذا التوسل ليس معروفًا عن السلف الصالح، ولا شك أن القرآن له حرمة ومنزلة عظيمة، ولكنها ألفاظ عامية، بجاه القرآن الكريم، هذه ألفاظ عامية، فالقرآن كلام الله، فالتوسل بأسماء الله وصفاته حق ومن أسباب الإجابة، فلو قال: اللهم إني أسألك بتعظيمي للقرآن الكريم، أو باتباعي للقرآن الكريم، أو بسيري على منهاج القرآن الكريم، فهذه وسيلة عظيمة، وإذا قال: بالقرآن الكريم، فهذا يكون توسلًا بصفات الله، وبأسماء الله.

فالقرآن كلامه، بل القرآن حرمته عظيمة؛ لأنه كلام الله فليس في هذا شيء، لكن بجاه القرآن الكريم ما له معنى، كلام عامي ليس له معنى، فالذي ينبغي في مثل هذا أن يتوسل صريحًا بأسماء الله، وصفاته كما قال تعالى: وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا [الأعراف:180].

فإذا قال: اللهم اغفر لي برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم اغفر لي باتباعي لكتابك العظيم، بتعظيمي لكتابك الكريم، بسيري على منهاجه، وما أشبه ذلك، أو اللهم اغفر لي وارحمني؛ لأنك أنت الغفور الرحيم؛ لأنك صاحب الأسماء الحسنى، والصفات العلا، وما أشبه ذلك مما هو توسل بأسمائه وصفاته جل وعلا. 

فتاوى ذات صلة