الجواب:
نعم نعم، إذا كان بين عمك، وأبيك خصومة من أجل دنيا بينهما؛ فلا مانع من النصيحة لهما جميعًا؛ ليحلوا الخصومة، بل يشرع لك ذلك، بل يجب عليك إذا استطعت أن تحل هذا المشكل، وأن تتوسط بينهما بالخير؛ لأنها من صلة الرحم، ومن بر والدك، ومن صلة عمك.
فالواجب عليك وعلى إخوتك أن تحلوا المشكلة بما تستطيعون من النصيحة، والمعاونة؛ حتى يزول هذا الإشكال، وحتى تصلح القلوب، وتصفو القلوب، وإذا لم يتيسر ذلك، أو عجزتم عن ذلك؛ فلا مانع من صلة عمك بالطريقة الطيبة، البعيدة عن إغضاب أبيك، بطريقة خفية تصل بها عمك، وتنصح بها لعمك، ولكنها خفية عن أبيك؛ حتى لا يتضايق منك، وحتى لا يسيئ إليك، ولكنها طريقة تجمع المصلحتين، بقاء حال أبيك معك، وصلة رحم عمك فيما ينفعه -إذا كان محتاجًا فقيرًا- بمال، أو بغير هذا من أنواع الصلة التي تنفعه، وتعينه على طاعة الله، وعلى حل المشكل، ولكن بالطريقة التي لا تسيء بها إلى أبيك، ولا يطلع عليها أبوك؛ حتى لا يزداد سوء الحال بينك، وبين أبيك.