الجواب:
زيارة القبور سنة، وفيها عظة وذكرى، وإذا كانت القبور من قبور المسلمين دعا لهم، وكان النبي يزور القبور عليه الصلاة والسلام ويدعو للموتى، وهكذا أصحابه ، ويقول ﷺ: زورا القبور فإنها تذكركم الآخرة، وكان يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية، وفي حديث عائشة في الزيارة: يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وفي حديث ابن عباس: يغفر الله لنا ولكم، أنتم سلفنا ونحن بالأثر، فالدعاء لهم بهذا وأشباهه كله طيب.
وفي الزيارة ذكرى وعظة ليستعد المؤمن لما نزل بهم، فإنه سينزل به، وهو الموت فيعد العدة ويجتهد في طاعة الله ورسوله، ويبتعد عما حرم الله ورسوله ويلزم التوبة عما سلف من التقصير، هكذا يستفيد المؤمن من الزيارة.
أما ما ذكرت من أن زيارة قبور علي والحسن والحسين أو غيرهم أنها تعدل سبعين حجة، هذا باطل، هذا موضوع مكذوب على الرسول ﷺ ليس له أصل.
وليست الزيارة لقبر النبي ﷺ الذي هو أفضل الجميع لا تعدل حجة، الزيارة لها حالها وهو فضلها، لكن لا تعدل حجة، فكيف بزيارة غيره عليه الصلاة والسلام، هذا من الكذب، وهكذا "من زار قبور أهل بيتي كتب الله له سبعين حجة"!، كل هذا لا أصل له، كله باطل، كله مما كذبه الكذابون، فيجب على المؤمن الحذر من هذه الأشياء، المكذوبة الموضوعة على الرسول ﷺ، وإنما تسن الزيارة للقبور سواء كانت القبور، من قبور أهل البيت أو غيرهم من المسلمين يزورهم ويدعو لهم ويترحم عليهم وينصرف.
أما إن كانت القبور للكفار، مقابر الكفار، فإن زيارتها للعظة والذكرى من دون أن يدعو لهم ولا يسلم عليهم، كما زار النبي قبر أمه ونهي أن يستغفر لها، زارها للعظة والذكرى ولم يستغفر لها، وهكذا القبور الأخرى من قبور الكفرة، إذا زارها المؤمن للعظة والذكرى فقط، لا يسلم عليهم ولا يستغفر لهم، لأنهم ليسوا أهلاً لذلك.
المقدم: جزاكم الله خيرًا.