الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم صل وسلم على رسول الله، اللهم وفقنا لما فيه رضاك، اللهم ارزقنا علمًا نافعًا، وعملًا صالحًا، وتوفيقًا لما فيه نفع المسلمين.
لا شك أن هذا الذي قاله أخونا واقع لكثير من الناس، وما نحصي من يتصل علينا، ويقول كذا وكذا وكذا، حوادث هذا الأمر لا تحصى أبدًا، لا مع الرجال -الذين هم الأزواج- ولا مع الأولاد، ولا مع غيرهم، ولا نحصي أيضًا من يشكو زوجته، ويقول: إنها تطالب بالخادمة، لا شك أن هذا واقع، ولكن أنا أنصح إخواني في هذا أن يجتهدوا في إقناع المرأة مهما أمكن إقناعها، بكل ممكن لعلها تقوم بواجب البيت، ولو يعطيها بعض الشيء، ولو يبصم لها بعض الشيء، بدل ما يأتي بخادمة تضره، وتضرها، ويعطيها خمسمائة ريال أو سبعمائة ريال، أو أكثر، أو أقل، يعطي لها مثل بعض الشيء، ويقول: أنت أعطيك كذا وكذا كل شهر، وقومي بالواجب، واكتفي بهذا عن خادمة تأتي، فتضرنا، ولا تنفعنا، ويحاول معها بالكلام الطيب، والتوجيه الحسن أنها تقوم بواجب البيت، وأنها تصبر على أعمال البيت، ولو ساعدها هو، ما في مانع أن يعطيها راتبًا شهريًا بدل ما يعطي الخادمة، يعطيها هي نصف ما يعطي الخادمة، أو ربع ما يعطي الخادمة، وربما تقنع بهذا الشيء.
فالمقصود: أن الواجب أن يحاول معها بكل طريق، أنها تقنع بالعمل، وترضى بالعمل، وتستغني عن الخادمة.
ثبت في الصحيح عن النبي ﷺ أنه جاءته ابنته فاطمة -رضي الله عنها- بلغها أنه جاء إلى أبيها سبي، فجاءت إلى النبي ﷺ وتقول: يا أبت أريد خادمًا؟ فقال: يا ابنتي إن أصحاب الصفة فقراء، ضعفاء، وسوف تباع هذه السبايا و... فيهم فلا أعطيك خادمًا، وأدعهم تطوي بطونهم من الجوع، وردها، وعلمها أن تقول عند النوم: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر ثلاثًا وثلاثين مرة، سبحان الله ثلاثًا وثلاثين، والحمد لله ثلاثًا وثلاثين، والله أكبر أربعًا وثلاثين، مائة.
وفي لفظ: أنه علمها أيضًا أن تقول: اللهم رب السماوات السبع، ورب الأرضين، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، منزل التوراة، والإنجيل والقرآن، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنا الدين، وأغننا من الفقر قالت -رضي الله عنها-: فعملت بما أوصاني به من الذكر، فما وجدت تعبًا بعد ذلك، قالت عملت، وهذا ثابت في الصحيح -صحيح البخاري وصحيح مسلم- قالت: فعملت بما أوصاني به، فما وجدت تعبًا بعد ذلك، ثم بعد مدة جاءه سبي آخر، فجاءت إليه، وأعطاها خادمًا -عليه الصلاة والسلام- بعدما يسر الله الأمور، وتوسعت أمور الخير.
فالمقصود: أن الخادمة قد تضر، ويستغني عنها الرجل والمرأة، قد يستغنيان عنها بطرق طيبة، فالرسول ﷺ لما أرشد ابنته فاطمة إلى الذكر عند النوم، وأنه قال لها: إنه خير لك من خادم، فاستعملت هذا الذكر عند النوم، وأغناها الله به عن الخادمة مدة طويلة، وكانت تطحن، وتكنس البيت، وتطحن الطحين، وتقوم بواجب البيت كله عند زوجها علي -رضي الله عنه وأرضاه- وهي بنت رسول الله -عليه الصلاة والسلام-.
فينبغي أن يرشد الزوج المرأة إلى ما لها من الخير، والأجر العظيم في تحمل الصبر، وأن لها قدوة في أزواج النبي ﷺ وفي بناته -عليه الصلاة والسلام- في الصبر على الخدمة، وفي الاستغناء عن الخادم؛ حتى يوسع الله، وحتى تأتي خادمة طيبة عند وجود أسباب الاقتناع بها.
فالحاصل: أنه يوجهها إلى الخير، ويرشدها، ويساعدها بما يرى من المال؛ حتى تقنع بذلك، وعند الضرورة ينظر في الأمر بعد ذلك.