الجواب:
لو سمع فيما مضى -إن كان حاضرًا- ما فيه الكفاية لتحريك قلبه لأداء ما أمر الله عليه من الزكاة.
فنصيحتي لمن بخل بها: أن يتقي الله! وأن يتذكر أن الذي أعطاه إياها قد ابتلاه بها، الذي أعطاه المال قد ابتلاه؛ فإن شكر النعمة، وأدى حقها أفلح، وإن بخل بالزكاة، ولم يؤد حق هذه النعمة خسر وخاب، وذاق عذاب ذلك، وجزاء ذلك في قبره، ويوم القيامة، فنسأل الله العافية.
فالمال زائل، وأمره سهل، ولكن عواقبه وخيمة لمن بخل بحقه، ولم يؤد حقه، تجمعه من كل طريق، ثم تدعه لمن بعدك، ويكون عليك حسابه وبلاءه.
فاتق الله! وتذكر الموقف بين يدي الله، وأنه مجاز كل عامل بعمله، وأن هذا المال بليّة كما قال : إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ [التغابن:15].
وقال سبحانه: وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً [الأنبياء:35] فالمال ابتلاء وامتحان، فإن شكرت الله، وأديت حقه، وصرفته في وجوهه؛ أفلحت كل الفلاح، وصار نعمة في حقك.
ونعم الصاحب للمؤمن هذا المال يصل فيه رحمه، ويؤدي فيه الحقوق التي عليه، ويساهم في المشاريع الخيرية، وينفع المستضعفين ويواسيهم، فهو نعمة بحقه عظيمة، وإذا بخل به صار بلية عليه عظيمة، وعاقبته وخيمة، نسأل الله العافية.