حكم أكل القات وبيعه

السؤال:

شجرة القات أهلكت أموال الناس، وصحتهم، وإذا نهيناهم عنها قالوا: ائتونا بنص من كتاب الله، وسنة رسوله ﷺ؟ 

الجواب:

القات، والدخان كلاهما من الأشياء الباطلة، من أسبابا الضلالة، كلاهما شر، كلها تضر بالمسلمين في صحتهم، وأبدانهم، تسبب غضب الله عليهم، فهي منكرة يحرم بيعها، وشراؤها، وأثمانها، والتجارة فيها. 

ومضار القات يعرفه أهل اليمن، قد جربوها، وعرفوها، ولكن كثيرًا منهم ابتلي بها، فلهذا يتعصب لها، ويصعب عليه تركه، كما أن بعض أهل الدخان يتعصب للدخان، وهو يعرف مضرته، وأذاه له، ولكن العادة أمرها شديد، والعادات قاهرات لكثير من الناس، نسأل الله العافية.

فالحاصل: أن القات محرم، وقد عرف علماء اليمن المتبصرون، المحققون شره، وألفوا فيه، وبينوا بطلانه، وقد عقد مؤتمر منذ مدة قريبة في هذا الأمر، وأجمع المؤتمرون من العلماء على تحريم القات، ومضرته العظيمة، وأن الواجب عدم زراعته، وعدم بيعه، وشرائه، والواجب اجتنابه، والحذر منه، وكما أن الواجب عدم زراعة شجرة الدخان، وعدم استعماله، وعدم بيعه، وشرائه. 

فهذه أمور يجب الحذر منها، ومن ابتلي بشيء منها؛ فعليه أن يتوب إلى الله من ذلك، ولا تغره العادة، ولا يخضع للعادة السيئة، بل يجب أن يكون متحررًا من العادات السيئة، بعيدًا عما حرم الله عليه، ولو اعتاده هو.. كما أن الخمر من الخبائث، بل أم الخبائث إذا اعتادها الإنسان؛ صعب عليه تركها -نعوذ بالله- وهي أم الخبائث، فكيف بالدخان، وبالقات، وتركهما أسهل؟!

فالواجب على المؤمن أن يتقي الله، وأن يحذر ما حرّم الله عليه، وأن تكون عنده عزمة صادقة قوية في ترك ما حرم الله، وإن كانت عادة يحاربها، والناس إذا اعتادوا الباطل؛ صعب عليهم تركه، لكن حق الله أعظم، حق الله أعظم وطاعته أكبر. 

فالواجب أن يطاع الله، وأن يحذر ما حرم، وأن يكون المؤمن قويًا عظيمًا، يحارب العادات السيئة، ويقوى على تركها، ويستعين بالله على ذلك، ولا يغره الشيطان، ولا يخدعه الشيطان، ولا جلساء السوء، نسأل الله السلامة. 

فتاوى ذات صلة