معنى "لا يَسْتَرْقُون ولا يَكْتَوُون" في الحديث

السؤال: 

ورد في الحديث في أوصاف الذين يدخلون الجنةَ بغير حسابٍ، قال: هم الذين لا يرقون –أو: لا يسترقون- ولا يتطيَّرون، وعلى ربهم يتوكَّلون، فهل من الممكن أن تشرح لنا هذه الأوصاف؟

الجواب:

نعم، نعم، لا يَسْتَرْقُون، ولا يَكْتَوُون يعني: أنهم يتركون الحاجة إلى الناس في طلب الاسترقاء، إذا استغنوا عن ذلك، إذا لم يكن لهم حاجة، وهكذا الكي. 
أما إذا احتاجوا فلا بأس، النبي ﷺ كوى بعضَ أصحابه وقال: الشِّفاء في ثلاثة: كَيَّة نار، وشَرْطَة مِحْجَم، وشربة عسل، وما أحب أن أكتوي، وفي لفظٍ: وأنا أنهى أمتي عن الكيّ، فالمعنى: أنَّ هذا أفضل، ترك الكي والاسترقاء أفضل، إلا عند الحاجة.
وأمر عائشة وأسماء بنت عميس أن تسترقي للأولاد الذين أصابتهم العين، فالاسترقاء عند الحاجة لا بأس به، لكن إذا استُغني عن هذا بدواءٍ آخر وعلاجٍ آخر فهو أوْلى من سؤال الناس الاسترقاء -سؤال الناس أن يرقوه-. والكي معروفٌ، الكي بالنار معروفٌ.
أما رواية: لا يَرْقُون ذكر المحققون أنَّها وهمٌ وغلطٌ، وإنما المحفوظ: لا يسترقون، وورد في رواية مسلم: لا يرقون، ولكنَّها رواية غلط من بعض الرواة، كما قال شيخُ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وجماعة: أنها غلط؛ لأنَّ الرسول رقى ورُقِيَ عليه الصلاة والسلام، وحثَّ على الرقية قال: مَنِ اسْتَطَاعَ مِنكُم أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَنْفَعْهُ، فالرُّقية مطلوبةٌ ومشروعةٌ ومأمورٌ بها.
فتاوى ذات صلة