شرح حديث الذين يدخلون الجنة بغير حساب

السؤال:

سائل فضيلة الشيخ هذا ..... أمجد، يستفسر عن معنى حديث قال رسول الله ﷺ للصحابة: ما الذي تخوضون فيه؟ فأخبروه عن أولئك الناس، فقال: هم أولئك الذين لا يرقون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون؟ 

الجواب:

هذا جاء في حديث السبعين، النبي ﷺ أخبر أصحابه أنه عرضت عليه أمته، وكان فيهم سبعون ألفًا يدخلون الجنة بغير حساب، ولا عذاب، فخاض الناس في أولئك: من هم؟ لما حدث بهذا الحديث، وقام -عليه الصلاة والسلام- خاضوا، فقال بعضهم: فلعلهم الذين ولدوا في الإسلام، وقال بعضهم: فلعلهم الذين صحبوا الرسول ﷺ يعني: من الصغر، ولم يكفروا، وخاضوا في غير هذا.

ثم خرج عليهم ﷺ قال: ما ... ؟ سألهم عما يخوضون فيه، فأخبروه، فقال: هم الذين لا يسترقون، ولا يتطيرون، ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون هذه من صفاتهم، مع تقواهم لله، وإيمانهم بالله، واستقامتهم على دينه، هم مع هذا لا يسترقون يعني: لا يسألون الناس أن يرقوهم. 

ولا يتطيرون الطيرة: التشاؤم بالمرئيات، والمسموعات، هذه الطيرة ما أمضاك، أو ردك بسبب التشاؤم. ولا يكتوون يعني: إذا مرضوا ما يكتوون. وعلى ربهم يتوكلون هذه من صفاتهم العظيمة. 

ولكن يجوز الكي، الرسول ﷺ رخص في الكي، ويجوز الاسترقاء، رخص في الاسترقاء أيضًا لعائشة، وأم أولاد جعفر، لا حرج في الاسترقاء، كونه يطلب من يرقيه لا حرج، لكن تركه أفضل إذا تيسر دواء آخر غير الاسترقاء أفضل، وهكذا الكي لا بأس به عند الحاجة إليه؛ لقوله ﷺ: الشفاء في ثلاث: كية نار، أو شرطة محجم، أو شربة عسل، وما أحب أن أكتوي

أما الطيرة لا تجوز أبدًا ... محرمة؛ لأنها تشاؤم، لا يجوز، أما رواية: لا يرقون فهي رواية ضعيفة، رواها مسلم، ولكنها ضعيفة، غلط من بعض الرواة: لا يرقون فإن رقية الإنسان لأخيه مطلوبة، كونك ترقي أخاك هذا مشروع، النبي قال: لا بأس بالرقى ما لم تكن شركًا وقد رقى النبي ﷺ بعض أصحابه، ورقي ﷺ رقته عائشة -رضي الله عنها- لما مرض، والصحابة رقى بعضهم بعضًا، لا بأس بالرقية.

أما الاسترقاء كونه يقول: "اقرأ لي يا فلان" هذا تركه أفضل إلا عند الحاجة، إلا عند الحاجة، إذا احتاج للاسترقاء؛ لا حرج؛ لقوله لعائشة: استرقي ولقوله لأم أولاد جعفر: استرقي فلا حرج في ذلك، إنما الاسترقاء تركه أفضل؛ لأنه سؤال للناس، وشحاذة، وتركه أفضل.

فإن دعت الحاجة إليه كالكي، إذا دعت الحاجة إليه؛ لا بأس، لا بأس أن يقول: يا أخ فلان اقرأ علي -جزاك الله خيرًا- أو يذهب إلى الراقي يرقى عليه، لا بأس، أو يكوي عند الحاجة إذا ظن أن الكي مفيد في هذا الشيء؛ فلا بأس، نعم.

المقدم: أحسن الله إليكم. 

فتاوى ذات صلة