حكم التصدُّق للميت والدعاء عند قبره

السؤال: 

هل يجوز التَّصدُّق للميت بعد وفاته؟ ومعروفٌ أنه قد ورد الدعاء له، فهل تُرفع الأيدي عند الدعاء عند الوقوف على القبر؟

الجواب:

لا بأس بالصدقة، بل يُشرع له الصدقة عن الميت، سواء من ماله الذي ورثه الوارث، أو من أموالٍ أخرى، سواء كان المتصدقُ وارثًا أو غير وارثٍ، ثبت عنه ﷺ أنه سُئل، سأله رجلٌ قال: إنَّ أمي ماتت ولم تُوصِ، وأظنُّها لو تكلَّمتْ تصدَّقتْ، أفلها أجرٌ إن تصدَّقْتُ عنها؟ قال النبي: نعم، لها أجر.
وقال عليه الصلاة والسلام: إذا مات ابنُ آدم انقطع عملُه إلا من ثلاثٍ: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له، فإذا دعا له ولده الصالح وتصدَّق عنه ينفعه...، وهكذا لو دعا له غير ولده من المسلمين: من إخوان، أو أخوات، أو أقارب، أو غيرهم، أو تصدَّق عنه بعضُ أقاربه أو غيرهم، كل ذلك ينفع، الصَّدقة عن الميت تنفع حتى من غير أقاربه.
س: هل يُشرع رفع الأيدي؟
الشيخ: والرفع كذلك، لا بأس بالرفع، رفع الأيدي من أسباب الإجابة، وقد ثبت عنه ﷺ أنه رفع يديه لدعاء الموتى، زار البقيع ورفع يديه ﷺ ودعا لهم، ثبت عن عائشة رضي الله عنها أنه فعل ذلك عليه الصلاة والسلام، فإذا رفع يديه ودعا لا بأس ولا حرج في ذلك، فالدعاء مشروعٌ، ورفع الأيدي من أسباب الإجابة، في الحديث الصحيح يقول ﷺ: إنَّ ربَّكم حيي كريم، يستحي من عبده إذا رفع يديه أن يردَّهما صفرًا.
لكن المواضع التي ما رفع فيها النبيُّ لا نرفع فيها، مثل: خطبة الجمعة، وخطبة العيد، ما رفع فيها النبيُّ ﷺ، ما نرفع، مثل: بعد الفريضة إذا سلَّم ما يرفع؛ لأنَّ النبي ما كان يرفع بعد الفريضة، كذلك بين السَّجدتين إذا جلس يدعو ما يرفع، ولا في آخر الصلاة إذا جلس يدعو قبل أن يُسلِّم ما يرفع؛ لأنَّ الرسول ما رفع في هذه المواضع، فلو كان خيرًا لفعله ﷺ، أو فعله أصحابه.
أما المواضع الأخرى التي ما ورد فيها شيءٌ يرفع فيها المؤمن إذا دعا، كذلك المواضع التي رفع فيها النبيُّ ﷺ: كدعاء الاستسقاء، أو الاستغاثة، يرفع فيها؛ لأنَّ الرسول رفع فيها عليه الصلاة والسلام، وهكذا إذا دعا دعاءً عارضًا في بعض الأحيان، دعا لأهله أو للمسلمين ورفع يديه. كل هذا طيب، لا بأس، ومن أسباب الإجابة.
فتاوى ذات صلة