الجواب:
الأشاعرة عندهم شيءٌ من مذهب أهل السنة، وعندهم شيءٌ من مخالفة السنة، فهم مع أهل السنة فيما وافقوا فيه أهل السنة، وهم مخالفون له فيما خالفوه فيه من تأويل بعض الصِّفات، وجميع ما يُؤخذ عليهم مما يُخالف أهل السنة لا يكونون من أهل السنة فيه، فكل كلمةٍ أو قاعدةٍ تخرج من الأشاعرة أو غير الأشاعرة بما يُخالف أهل السنة يُعتبر ذلك حَدَثًا منهم، وغلطًا منهم، لا يُتابَعون عليه، ومن ذلك التأويل -تأويل بعض الصفات- فأهل السنة لا يؤولون الصِّفات، بل يُمرونها كما جاءت، كما قال مالك رحمه الله والنسائي، وربيعة، وغيرهم: "أمرُّوها كما جاءت، بلا كيفٍ"، وهكذا أهل السنة يُمرونها كما جاءت، لا يُحرِّفون، ولا يُعطِّلون، ولا يُمَثِّلون، بل يؤمنون بما دلَّت عليه الآيات والأحاديث، مع عدم التأويل، مع اعتقاد قوله سبحانه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير [الشورى:11].
فالرضا والغضب والنزول والاستواء والرحمة والسمع والبصر والكلام كله بابٌ واحدٌ، يمرونها كما جاءت، فسمعه ليس كالأسماع، وبصره ليس كالأبصار، وكلامه ليس كالكلام، وغضبه ليس كذلك، وهكذا بقية الصفات: ضحكه، رضاه، كراهته، إلى غير ذلك، كلها بابها واحد: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ [الإخلاص:4].
فعلينا أن نُمرها كما جاءت، وأن نُؤمن بها، ولا نُحرف، ولا نُغير، ولا نُبدل، ولا نُؤول، بل نقول: هي حقٌّ وثابتةٌ لله، ومعانيها حقٌّ ثابتة لله، ولكنها ليست من جنس صفات المخلوقين، الله جلَّ وعلا له الكمال من كل الوجوه، والعبد له النَّقص، ولهذا قال سبحانه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير، هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا [مريم:19]، فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ [النحل:74]، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ، فهو يغضب حقيقةً، لكن ليس كغضبنا، يضحك حقيقةً ليس كضحكنا، يرضى حقيقةً ليس كرضانا، يسمع لا كسمعنا، يرى لا كرُؤيتنا، إلى غير ذلك، له الكمال في كل شيءٍ .
فالرضا والغضب والنزول والاستواء والرحمة والسمع والبصر والكلام كله بابٌ واحدٌ، يمرونها كما جاءت، فسمعه ليس كالأسماع، وبصره ليس كالأبصار، وكلامه ليس كالكلام، وغضبه ليس كذلك، وهكذا بقية الصفات: ضحكه، رضاه، كراهته، إلى غير ذلك، كلها بابها واحد: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ [الإخلاص:4].
فعلينا أن نُمرها كما جاءت، وأن نُؤمن بها، ولا نُحرف، ولا نُغير، ولا نُبدل، ولا نُؤول، بل نقول: هي حقٌّ وثابتةٌ لله، ومعانيها حقٌّ ثابتة لله، ولكنها ليست من جنس صفات المخلوقين، الله جلَّ وعلا له الكمال من كل الوجوه، والعبد له النَّقص، ولهذا قال سبحانه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير، هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا [مريم:19]، فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ [النحل:74]، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ، فهو يغضب حقيقةً، لكن ليس كغضبنا، يضحك حقيقةً ليس كضحكنا، يرضى حقيقةً ليس كرضانا، يسمع لا كسمعنا، يرى لا كرُؤيتنا، إلى غير ذلك، له الكمال في كل شيءٍ .