هل القنوت خاصٌّ بالفجر أو الأوقات كلها؟

السؤال:
قنت كثيرٌ من مساجدنا في الشهر الماضي، فما الصحيح في القنوت؟ هل هو خاصٌّ بالفجر أو الأوقات كلها؟

الجواب:
القنوت فعله النبيُّ في الأوقات كلها عليه الصلاة والسلام، القنوت في النوازل ثبت في الصحيح أنه فعله في الفجر والظهر والمغرب والعشاء: من حديث أنس، وحديث البراء بن عازب، وجاء من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أنه فعله في الأوقات الخمسة كلها، القنوت على الأعداء، الدعاء على الأعداء هذا يُسمَّى: قنوت النوازل، ولكن أفضل ذلك أن يكون في الفجر؛ لأنَّ غالب فعل النبي في الفجر عليه الصلاة والسلام، فإن دعا في المغرب أو في العشاء أو في الظهر أو العصر فلا بأس، لكن بقدر الحاجة، لا يستمر، بقدر الحاجة: أيامًا أو شهرًا، ثم يدع، ثم إذا عاد الأمر -عاد الحدث أو استمر نشاط العدو- أُعيد أيضًا القنوت في النوازل، هذا مشروعٌ، فعله النبيُّ، وفعله الصحابة وأرضاهم، ويُسمَّى: قنوت النوازل.
أما قنوت الوتر: فهذا في الوتر في الليل، إذا صلى الركعة الأخيرة قنت فيها بعد الركوع: اللهم اهدنا فيمَن هديتَ .. إلى آخره.
وأما ما يفعله بعضُ الناس من القنوت في الفجر دائمًا فهذا الصحيح خلافه، الصحيح أنه غير مشروعٍ، وإن فعله جماعة، واختاره بعضُ الأئمة: كمالك والشافعي رحمهما الله وجماعة، وفعله بعض الصحابة، لكن الأفضل تركه؛ لأنه ثبت من حديث سعد بن طارق الأشجعي أنه قال: قلت لأبي: يا أبت، إنك صليتَ خلف رسول الله ﷺ وخلف أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، أفكانوا يقنتون في الفجر؟ فقال: أي بني مُحْدَثٌ. هذا يدل على أنَّ الغالب عليهم عدم فعله، وأنه إنما يفعلونه في النوازل.
فالأولى والأفضل للمؤمنين ألا يفعلوا هذا القنوت في الفجر، وإنما هو في الوتر، إلا في النوازل: كالدُّعاء للمُجاهدين الأفغان، والمجاهدين في سبيل الله في كل مكانٍ في بعض الأوقات.
فتاوى ذات صلة