الجواب:
عليك يا أخي أن تستمر في عملك هذا من سؤال الله التوفيق للإخلاص والحرص على التعوذ بالله من الرياء، وأبشر بالخير ودع عنك الوساوس التي يمليها الشيطان بأنك تقصد الرياء، وتحسين صوتك لأجل مدح الناس أو ليقولوا: إنك أهل للإمامة، دع عنك هذه الوساوس وأبشر بالخير، وأنت مأمور بتحسين الصوت في القراءة حتى ينتفع بك المأمومون، ولا عليك شيء مما يخطر من الوساوس بل حاربها، حاربها بالتعوذ بالله من الشيطان وسؤال الله التوفيق والهداية والإعانة على الخير، وأنت على خير عظيم واستمر في الإمامة، وأحسن إلى إخوانك واجتهد في تحسين الصوت.
فقد جاء الحديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: ليس منا من لم يتغن بالقرآن يجهر به[1] يعني يحسن صوته بالقراءة، فتحسين الصوت بالقراءة من أعظم الأسباب للتدبر والتعقل وفهم المعنى والتلذذ بسماع القرآن، وفي الحديث الصحيح يقول النبي ﷺ: ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت بالقرآن يجهر به[2] يعني ما استمع الله سبحانه لشيء كاستماعه لنبي، وهو استماع يليق بالله لا يشابهه صفات المخلوقين فإن صفات الله سبحانه تليق به لا يشابهه أحد من خلقه جل وعلا، كما قال سبحانه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى:11]، ولكن يدلنا هذا على أن الله سبحانه يحب تحسين الصوت بالقراءة، ويحب أن القراء يجتهدون في تحسين أصواتهم حتى ينتفعوا وحتى ينتفع من يستمع لقراءتهم.
وما يخطر ببالك من الرياء فهو من الشيطان فلا تلتفت إلى ذلك، وحارب عدو الله بالاستعاذة بالله منه، والاستمرار بتحسين صوتك والإحسان في قراءتك مع الخشوع في ركوعك وسجودك وسائر أحوال الصلاة وأنت على خير إن شاء الله، نسأل الله لنا ولك التوفيق والثبات على الحق[3].
- أخرجه البخاري في كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: (وأسروا قولكم أو اجهروا به...) برقم 7527.
- أخرجه البخاري في كتاب التوحيد، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: ''الماهر بالقرآن مع الكرام البررة وزينوا القرآن بأصواتكم'' برقم 7544.
- (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 30/129).