الجواب:
الواجب على المسلم أن يصلي في المسجد مع إخوانه المسلمين؛ امتثالًا لقوله سبحانه: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ [البقرة:43] وقوله : فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ [النور:36-37] ولقول النبي ﷺ: من سمع النداء فلم يأت؛ فلا صلاة له إلا من عذر، قيل لابن عباس: ما هو العذر؟ قال: مرض، أو خوف.
وكون الإنسان يخاف أن يقال: إنه ذهب يصلي ليقال: إنه يصلي هذا ليس بعذر، والحمد لله إذا مدحوه أنه يصلي هذا خير له، ولا يضره ذلك، بل منقبة له أنه يصلي مع المسلمين، وخلق كريم، فلا ينبغي أن يمنعه ذلك من الذهاب إلى المسجد، ولو اتهمه بعض الناس بالرياء؛ لا يضره ذلك، إثمهم عليهم، عليه إخلاص النية لله، وأن يذهب إلى المساجد طاعة لله ولرسوله، ولا يضره قول الناس: إنه مرائي، أو إنه أراد كذا وكذا، لا يضره، عليه أن يعامل ربه بالإخلاص، وأن يتابع رسوله ﷺ ولا يضره عمل بعد ذلك ما يقوله الناس من تهمته بالرياء وغيره، وقد ثبت عنه ﷺ أنه سأله أعمى قال: يا رسول الله! ليس لي قائد يقودني إلى المسجد، فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي؟ فقال له -عليه الصلاة والسلام-: هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال: نعم، قال: فأجب.
فالأعمى ليس له قائد يقوده إلى المسجد، ومع هذا يقال له: أجب، فكيف بحال البصير القادر؟!! الواجب عليه أعظم، فاتق الله، وحافظ على الصلاة في الجماعة، ولا تبال بقول الناس، وفقك الله للحق وإيانا والمسلمين، نعم.
المقدم: اللهم آمين جزاكم الله خيرًا.