الجواب:
إذا خرب المسجد ونحوه بأسباب سيل أو غيره شرع لأهل المحلة التي فيها المسجد أن يعمروه ويقيموا الصلاة فيه؛ لقول النبي ﷺ: من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة[1]، ولقول عائشة رضي الله عنها: أمر رسول الله ﷺ ببناء المساجد في الدور، وأن تنظف وتطيب[2] أخرجه أحمد وأبو داود وابن ماجه بإسناد حسن، والمراد بالدور القبائل والحارات ونحوها، والأحاديث في فضل تعمير المساجد كثيرة.
فإن كان في المحلة مسجد يغني عنه صرفت حجارته وأنقاضه في مسجد آخر في محلة أخرى أو بلدة أخرى محتاجة إلى ذلك، وعلى ولي الأمر في البلد الذي فيه المسجد المذكور من قاض أو أمير أو شيخ قبيلة ونحوهم العناية بذلك، ونقل هذه الأنقاض إلى تعمير المساجد المحتاجة إليها، أو بيعها وصرفها في مصالح المسلمين، وليس لأحد من أهل البلد أن يأخذ شيئا منها إلا بإذن ولي الأمر.
وإذا كان في المسجد قبر وجب أن ينبش وينقل ما فيه من عظام -إن وجدت- إلى مقبرة البلد، فيحفر لها وتدفن في المقبرة؛ لأنه لا يجوز شرعًا وضع قبور في المساجد، ولا بناء المساجد عليها؛ لأن ذلك من وسائل الشرك والفتنة بالقبور، كما قد وقع ذلك في أكثر بلاد المسلمين من أزمان طويلة، بأسباب الغلو في أصحاب القبور.
وقد ثبت أن النبي ﷺ أمر بنبش القبور التي كانت في محل مسجده عليه الصلاة والسلام، وثبت في الصحيحين عنه ﷺ أنه قال: لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد[3]، وفي صحيح مسلم عن أبي مرثد الغنوي عن النبي ﷺ أنه قال: لا تصلوا إلى القبور ولا تجلسوا عليها[4]، وفي صحيح مسلم أيضا عن جندب بن عبدالله البجلي عن النبي ﷺ أنه قال: ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك[5].
وقد ثبت أن النبي ﷺ أمر بنبش القبور التي كانت في محل مسجده عليه الصلاة والسلام، وثبت في الصحيحين عنه ﷺ أنه قال: لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد[3]، وفي صحيح مسلم عن أبي مرثد الغنوي عن النبي ﷺ أنه قال: لا تصلوا إلى القبور ولا تجلسوا عليها[4]، وفي صحيح مسلم أيضا عن جندب بن عبدالله البجلي عن النبي ﷺ أنه قال: ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك[5].
وعن أم سلمة وأم حبيبة رضي الله عنهما أنهما ذكرتا للنبي ﷺ كنيسة رأتاها في الحبشة وما فيها من الصور فقال: أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا، وصوروا فيه تلك الصور أولئك شرار الخلق عند الله[6]، وفي صحيح مسلم عن جابر بن عبدالله الأنصاري رضي الله عنهما قال: "نهى رسول الله ﷺ أن يجصص القبر، وأن يقعد عليه، وأن يبنى عليه"، زاد الترمذي رحمه الله في روايته بإسناد صحيح، "وأن يكتب عليه".
فهذه الأحاديث وما جاء في معناها كلها تدل على تحريم البناء على القبور، واتخاذ المساجد عليها، والصلاة إليها وتجصيصها، ونحو ذلك مما هو من أسباب الشرك بأربابها، ويلحق بذلك وضع الستور عليها، والكتابة عليها، وإراقة الأطياب عليها، وتبخيرها؛ لأن هذا كله من وسائل الغلو فيها، والشرك بأهلها.
فالواجب على جميع المسلمين الحذر من ذلك والتحذير منه، ولا سيما ولاة الأمر، فإن الواجب عليهم أكبر، ومسؤوليتهم أعظم؛ لأنهم أقدر من غيرهم على إزالة هذه المنكرات وغيرها، وبسبب تساهلهم وسكوت الكثيرين من المنسوبين إلى العلم كثرت هذه الشرور، وانتشرت في أغلب البلاد الإسلامية، ووقع بسببها الشرك، والوقوع فيما وقعت فيه أهل الجاهلية الذين عبدوا اللات والعزى ومناة وغيرها، وقالوا كما ذكر الله عنهم في كتابه العظيم: هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ [يونس:18]، وقالوا: مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى [الزمر:3]، وذكر أهل العلم أن القبر إذا وضع في مسجد وجب نبشه وإبعاده عن المسجد، وإن كان المسجد هو الذي حدث أخيرًا بعد وجود القبر وجب هدم المسجد وإزالته؛ لأنه هو الذي حصل ببنائه المنكر؛ لأن الرسول ﷺ حذر أمته من بناء المساجد على القبور، ولعن اليهود والنصارى على ذلك، ونهى أمته عن مشابهتهم، وقال لعلي : لا تدع صورة إلا طمستها ولا قبرا مشرفًا إلا سويته[7].
فالواجب على جميع المسلمين الحذر من ذلك والتحذير منه، ولا سيما ولاة الأمر، فإن الواجب عليهم أكبر، ومسؤوليتهم أعظم؛ لأنهم أقدر من غيرهم على إزالة هذه المنكرات وغيرها، وبسبب تساهلهم وسكوت الكثيرين من المنسوبين إلى العلم كثرت هذه الشرور، وانتشرت في أغلب البلاد الإسلامية، ووقع بسببها الشرك، والوقوع فيما وقعت فيه أهل الجاهلية الذين عبدوا اللات والعزى ومناة وغيرها، وقالوا كما ذكر الله عنهم في كتابه العظيم: هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ [يونس:18]، وقالوا: مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى [الزمر:3]، وذكر أهل العلم أن القبر إذا وضع في مسجد وجب نبشه وإبعاده عن المسجد، وإن كان المسجد هو الذي حدث أخيرًا بعد وجود القبر وجب هدم المسجد وإزالته؛ لأنه هو الذي حصل ببنائه المنكر؛ لأن الرسول ﷺ حذر أمته من بناء المساجد على القبور، ولعن اليهود والنصارى على ذلك، ونهى أمته عن مشابهتهم، وقال لعلي : لا تدع صورة إلا طمستها ولا قبرا مشرفًا إلا سويته[7].
والله المسئول أن يصلح أحوال المسلمين جميعًا، ويمنحهم الفقه في دينه، ويصلح قادتهم، ويجمع كلمتهم على التقوى، ويوفقهم للحكم بشريعته، والحذر مما خالفها، إنه جواد كريم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه[8].
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه[8].
رئيس الجامعة الإسلامية
في المدينة المنورة
- أخرجه مسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب فضل بناء المساجد والحث عليها برقم 533، وأحمد في مسند العشرة المبشرين بالجنة، مسند عثمان بن عفان رضي الله عنه برقم 508.
- أخرجه أحمد في مسند باقي مسند الأنصار، باقي المسند السابق برقم 25854، وأبو داود في كتاب الصلاة، باب اتخاذ المساجد في الدور برقم 455، وابن ماجه في كتاب المساجد والجماعات، باب تطهير المساجد وتطييبها برقم 758.
- أخرجه البخاري في كتاب الجنائز، باب ما يكره من اتخاذ المساجد على القبور برقم 1330، ومسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب النهي عن بناء المساجد على القبور واتخاذ الصور فيها والنهي عن اتخاذ القبور مساجد برقم 529.
- أخرجه مسلم في كتاب الجنائز، باب النهي عن الجلوس على القبر والصلاة عليه برقم 972.
- أخرجه مسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب النهي عن بناء المساجد على القبور واتخاذ الصور فيها، والنهي عن اتخاذ القبور مساجد برقم 532
- أخرجه البخاري في كتاب الصلاة، باب الصلاة في البيعة برقم 434، ومسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب النهي عن بناء المساجد على القبور واتخاذ الصور فيها والنهي عن اتخاذ القبور مساجد برقم 528.
- أخرجه مسلم في كتاب الجنائز، باب الأمر بتسوية القبر برقم 969، والنسائي في كتاب الجنائز، باب تسوية القبور إذا رفعت برقم 2031.
- رسالة جوابية صدرت من مكتب سماحته برقم 1976 في 4/11/1392هـ عندما كان رئيسا للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة إلى الأخ ح.م. على كتابه إلى سماحته بتاريخ 17/10/1392 هـ. (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 30/84).