الجواب:
لا مانع من الانتساب إلى مذهب من المذاهب الأربعة: الحنفية والمالكية والشافعية والحنبلية، لكن لا يجوز التمسك به في كل شيء سواء أصاب أو أخطأ، لا، بل يسأل طالب العلم، وينظر إن كان عنده بصيرة، فإذا وجد مسألة الحق فيها خلاف المذهب أخذ بالحق؛ لأن ما من مذهب إلا وفيه مسائل مرجوحة، فإذا كان الحنبلي أخذ بالمذهب المالكي أو الشافعي أو الحنفي في مسألة رأى أن الحق معهم وأن الدليل معهم، هذا هو الواجب عليه، وهكذا المالكي وهكذا الشافعي وهكذا الحنفي.
المقصود لا مانع من الانتساب إلى المذاهب، لكن من دون تعصب، ومن دون جمود على المرجوح إذا عرفت الراجح، إذا كنت طالب عالم تفهم فعليك أن تأخذ بالأرجح بما يقتضيه الدليل ولو خالف مذهبك الذي انتسبت إليه أو نشأت عليه، وعليك أن تنظر في مسائل الخلاف بالأدلة، فما قام عليه الدليل وعرفت أنه الأرجح أخذت به، وإلا سألت أهل العلم عما أشكل عليك، سألت من تطمئن إليهم من أهل العلم في علمهم وفضلهم وورعهم واستقامتهم حتى يوضحوا لك ما هو الأرجح في مسائل الخلاف. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا، وهذا يشمل الفقه والعقيدة وكل شيء سماحة الشيخ؟
الشيخ: نعم نعم.
المقدم: بارك الله فيكم.
الشيخ: يشمل الجميع، ولكنه في العقيدة أشد وآكد.