الجواب:
المشروع في هذا إكرام الضيف، ودعوته إلى الله، وتعليمه الإسلام؛ لعل الله يهديه بأسبابكم، فإذا جاءت المرأة فلعل دعوتها، ودعوة ابنها من أسباب هدايتها، فإذا وصلت إليكم، فأكرموها؛ لأنها ضيف، وادعوها للإسلام، ورغبوها في الخير، ورغبوا ولدها في الخير؛ لعل الله أن يهديها ويهدي ولدها بأسبابكم.
أما في حال رمضان فلا، لا تعينوها على هذا، بل قدموا لها الشيء الذي تحتاجه، وهي تخدم نفسها، وعليك أن تتعذري لها بأنك لا تستطيعين أن تخدميها بما يخالف شرع الله؛ لأن الواجب على الكافر الدخول في الإسلام، وهو مخاطب بفروع الإسلام، والصلاة والصيام من فروع الإسلام، فليس لك أن تقدمي لها الغداء أو القهوة أو الشاي، بل هي تخدم نفسها في هذا، وتعتذري بأن هذا هو الذي عليك، يكون عندها طعامها وعندها المطبخ، وعندها..
فإذا كان زيارتها ومجيئها في رمضان؛ فهي تخدم نفسها بالشيء الذي تريده، أما أنت فلا، لا تقدمي لها الشيء الذي معناه الأكل أو الشرب، أما إن كان في غير رمضان فالأمر واسع، ولكن يجب أن تنصحوا من عنده ولدها أن يبعده إلى بلاده، وألا يستخدمه؛ لأن الرسول ﷺ أمر بإخراج الكفار من هذه الجزيرة، ونص على النصارى أيضًا بإخراج اليهود والنصارى من هذه الجزيرة؛ لأنهم كفار مثل بقية المشركين، وإن كانوا أهل جزية، لكنهم كلهم كفار.
فالواجب إخراجهم من هذه الجزيرة، وعدم استقدامهم لها، لا في حال زراعة، ولا بناء، ولا طب، ولا غير ذلك، إلا عند الضرورة القصوى من جهة ولاة الأمور، إذا رأوا ولاة الأمور ضرورة لبعض الكفار لمصلحة المسلمين في طب أو نحوه، فهذا شيء خاص يتعلق بولاة الأمور، مع مراعاة المصلحة العامة، ومع مراعاة التقليل من ذلك، والحرص على الاستغناء عنهم بالمسلمين، أما الأفراد والعامة وجميع الناس؛ فالواجب عليهم ألا يستقدموا الكفرة، وأن يعتاضوا عنهم بالمسلمين؛ تنفيذًا لأمر النبي ﷺ في إخراجهم من هذه الجزيرة، وألا يجتمع فيها دينان.
المقدم: إذًا فليرحبوا بهذه الضيفة؛ وليدعوها إلى الإسلام كما تفضلتم؟
الشيخ: نعم، يحسنون إليها، ويدعوها إلى الإسلام، وولدها أيضًا، نعم.
المقدم: بارك الله فيكم.