الجواب:
له أسباب، الفشل له أسباب، منها: عدم حب الرجل للمرأة، ومنها عدم حبها للرجل، وأن تظن أنها تصلح معه، ولا صلحت معه؛ لأنها رأت من أخلاقه ما نفرها منه، وقد يكون رأى من أخلاقها ما نفره منها؛ فيحصل البغضاء والكراهة.
ومنها المعاصي، معصية الرجل، أو معصية المرأة، قد يكون الرجل سكيرًا، سيئ الأخلاق؛ فتنفر منه المرأة، ولا تريده، قد تكون هي كذلك سيئة الأخلاق؛ ينفر منها الرجل ولا يريدها، قد تكون كثرة المعاصي والتساهل فيما حرم الله عليها، فالأسباب كثيرة، أسباب النفرة بين الزوجين كثيرة، نعم.
المقدم: إذا صادف أن أصيب الزوج أو الزوجة بآفة أو بمرض مزمن، أو ما أشبه ذلك، هل للكراهة أو لإجبار النفس على ذلكم الزواج علاقة بهذا المرض أو بتلكم الآفة سماحة الشيخ؟
الشيخ: هذا لا شك أنه من المنفر، إذا وجد آفة مثل خرس في المرأة، مثل صمم في أذنيها.
المقدم: بعد الزواج يعني؟
الشيخ: بعد الزواج، مثل البرص، مثل العمى، مثل كذا قد ينفر منها الزوج، ويريد غيرها، فلا بأس عليه إذا طلقها، إن صبر عليها، واحتسب، وأنفق عليها؛ فهذا أفضل وخير، وإن طلقها فلا حرج عليه، الله أباح الطلاق للحاجة، وهي كذلك قد ترى من زوجها آفة قد يصاب بجنون، قد يصاب ببرص، قد يصاب بأشياء أخرى تنفرها منه؛ فلها العذر في طلب الفراق، وأن تعطيه ماله الذي دفع إليها، وقد لا يكتب الله بينهما محبة فتنفر منه وتبغضه، كما جرى لامرأة ثابت بن قيس، فخالعت زوجها على حديقة أعطاها إياها.
فالحاصل: أنه له أسباب، فإذا وجدت أسباب جديدة بعد الزواج في الزوج نفرت المرأة منه، أو في الزوجة نفرت الزوج منها؛ فلا حرج في الطلاق.
وإذا كان البلاء من الزوج، كان فيه شيء كرهته بسبب ذلك؛ فإنها تعطيه حقه إلا أن يسمح عن حقه ويرضى بالطلاق من دون شيء، فهذا إليه، لكن إذا كانت هي التي أبغضته وكرهته لأسباب شرعية، لأسباب سوء عشرة، أو لأسباب بغضاء وقعت في قلبها؛ فإنها تعطيه ماله، أما إن كان الأسباب منه: ظلمها، تعدى عليها، أو تعاطى المسكرات، أو أشباه ذلك مما ينفرها منه، فلا حق له في المال، ولها أن تنفر منه، ولها أن تطالب بالطلاق؛ لأنه أساء عشرتها بما تعاطاه من ظلمه لها، وسوء عشرته لها، وتعاطيه المسكرات، أو سهره بالليل، فلا ينام معها إلا يسيرًا، وما أشبه ذلك من الآفات التي تنفر المرأة من زوجها، وهو الظالم لها في ذلك؛ فإن هذا عذر لها في طلب الطلاق ولا حق له في المهر؛ لأنه هو الظالم، وأعظم من ذلك ترك الصلاة، نعوذ بالله، فإنه يكفر بذلك، وليس لها البقاء معه بعد ذلك حتى يتوب إلى الله، فلها أن تخرج إلى أهلها، وتمنعه من نفسها، حتى يصلي، حتى يتوب، وهكذا إذا تركت الصلاة هي؛ فإنها تكفر بذلك، وعليه أن ينصحها، ويؤدبها ويجاهدها، فإذا لم ترجع لم يحل له بقاؤها معه لكفرها؛ لقول النبي ﷺ: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر نسأل الله العافية، وهذا بلاء خطير وواقع كثير، ولا حول ولا قوة إلا بالله، نسأل الله للمسلمين الهداية.
المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا.