الجواب:
إن الواجب عليك أن تنصحيه وإن كنت أصغر منه، فإن الله جل وعلا يقول: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ [التوبة:71]، هذا واجب الجميع، المؤمنين والمؤمنات، وليس في هذا فرق بين الكبير والصغير، فعليك أن تنصحي أخاك وأن تخوفيه من الله ؛ لأن الصلاة عمود الإسلام ومن تركها كفر، كما قال عليه الصلاة والسلام: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر، خرجه الإمام أحمد وأهل السنن بإسناد صحيح، وقال عليه الصلاة والسلام: بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة، خرجه الإمام مسلم في صحيحه، وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام: رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله، خرجه الإمام أحمد وغيره بإسناد صحيح عن معاذ .
والأحاديث في هذا كثيرة، والقرآن الكريم فيه من ذلك الآيات الكثيرة، كقوله سبحانه: حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى [البقرة:238]، قوله : وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ [البقرة:43]، وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [النور:56]، وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ [البينة:5]، فعليك أن تنصحيه وأن تبيني له إنكارك عليه هذا العمل لعله يهتدي بأسبابك فيكن لك مثل أجوره.
والرجل ينصح المرأة والمرأة تنصح الرجل وإن اختلفا في السن، ولاسيما هو أخوك فله حق عليك من جهة واجب الدين ومن جهة واجب الرحم، فإن استقام فالحمد لله، وإلا فنصيحتي لك أن لا تبقي عنده لئلا يضرك، ولئلا تبتلي بالتأسي به فيقسو قلبك، فنصيحتي لك أن تنتقلي إلى السكن الجامعي إذا تيسر ذلك وإلا فترك الدراسة، ولا تبقي عند رجل يتهاون بالصلاة ولا يرفع بها رأسًا، فإن هذا يضرك في دينك وربما يسبب لك شرًا عظيمًا وعاقبة وخيمة، نسأل الله لك التوفيق وحسن العاقبة ولأخيك الهداية.
المقدم: اللهم آمين.