الجواب:
إذا كنت لا تخشين شرًا في إكمال الدراسة وأنت ليس عندك من الاندفاع إلى الزواج ما يسبب خطرًا عليك فلا حرج في الإكمال، أما إن كان هناك حاجة إلى الزواج خوفًا منك على نفسك في هذه المدة التي تقضينها في الدراسة، فالواجب عليك الزواج والبدار به حفاظًا على دينك وعفتك وسمعتك جميعًا، وقد قال النبي ﷺ في الحديث الصحيح: يا معشر الشباب! من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء.
هذا الحديث العظيم يدل على شرعية المبادرة بالزواج، وهو يعم الشباب الذكور والإناث جميعًا، يعم الرجال والنساء، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى وجوب ذلك مع الاستطاعة، وقال آخرون: إن خاف على نفسه أو خافت على نفسها وجب وإلا شرع فقط من دون وجوب.
ومن تأمل حال الوقت وحال الناس اليوم يتضح له أن الواجب البدار بالزواج إذا تيسر، ولو تأخر في الدراسة أو تعطلت الدراسة، فحفظ دينك وعفتك وسمعتك مقدم على إكمال الدراسة، فعليك أن تتقي الله وأن تحرصي على سلامة دينك وسلامة عفتك وسمعتك من عدم ذلك، ولا تؤثري الدراسة على ما يسبب هذا الخطر، يسبب عليك خطرًا في دينك وعفتك، فعليك أن تتقي الله وأن تجتهدي في أسباب السلامة، فإن قويت على إكمال الدراسة من دون خطر فلا حرج إن شاء الله، وإلا فالواجب البدار بالزواج إذا تيسر والحرص عليه وإكمال الدراسة في بعد ذلك إن تيسر ذلك وإلا فلا حاجة إلى إكمال الدراسة.
الزواج وعفة الفرج وعفة النظر وحصول الأولاد أولى من إكمال الدراسة، هذا ما ظهر لي في هذه المسألة، وإن كان في الدراسة اختلاط وجب عليك ترك هذه الدراسة والحذر من شرها والبدار بالزواج أو بالجلوس في البيت حتى يسهل الله الزواج، أو دراسة غير مختلطة.
أما الدراسة المختلطة مع الشباب في فصول الدراسة فشرها عظيم وعواقبها وخيمة والواجب عليك تركها والحذر من عواقبها الوخيمة، سواء كانت في الطب أو في غير الطب مطلقًا.
ويكفي للمسلمة أن تتعلم ما يحفظ عليها دينها من كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام وكفى والحمد لله، ولا تعرض دينها وعفتها وسمعتها للخطر، وليس تعلم الطب ولا غيره من الأمور الأخرى غير الدين بأمر ضروري بل هو فرض كفاية إذا قام به من يكفي سقط عن الباقين، وإذا كان تعلم هذا الطب أو غيره من الأمور الأخرى يفضي إلى المضرة الدينية والخطر العظيم على العفة فإنه لا يجوز حينئذ.
فالمقصود أنه يكفيك أن تتعلمي من طريق الأسئلة ومن طريق حلقات العلم التي تسمعينها من بعيد غير مخالطة للرجال مع الاحتجاب والعفة والاحتشام فيما يحفظ عليك دينك ويبصرك في دينك، أو من طريق المذياع تسمعين من إذاعة القرآن في المملكة العربية السعودية من هذا النور نور على الدرب، من هذا البرنامج أو من غيره ما يعلمك دينك وما يحصل به لك البصيرة من دون حاجة إلى أن تتعلمي بواسطة الاختلاط ما فيه الخطر العظيم. نعم، الله المستعان. نعم.
المقدم: الله المستعان! الموضوع واسع شيخ عبد العزيز ويحتاج إلى أن يناقش بعض الأمور، طالبات كلية الطب ...
الشيخ: هذا واجب، واجب على البرنامج وعلى العلماء في كل مكان، العلماء في كل مكان وعلى العلماء في برنامج هذا نور على الدرب، واجب على الجميع أن يعلموا أبناءهم وبناتهم ما أوجب الله وما حرم الله، فإن أبناء المسلمين وبنات المسلمين أمانة في ذمة العلماء، والواجب على العلماء أينما كانوا في أي بلاد الله أن ينصحوا لله ولعباده، وأن يعلموا أبناء المسلمين وبنات المسلمين ما يجب عليهم، وأن يحذروهم مما يحرم عليهم، وأن يحذروهم من أسباب الخطر.
والواجب على ولاة الأمور في كل دولة مسلمة أو منتسبة للإسلام الواجب عليها أن تتقي الله وأن تفصل الرجال عن النساء وأن تكون مدارس النساء منفصلة عن مدارس الرجال، وهكذا الكليات، يجب أن تكون كلية الرجال منفصلة عن كلية النساء في كل شيء في الشريعة.. في الفقه.. في الآداب.. في الهندسة.. في الطب.. في أي شيء، يجب أن تكون الدراسة منفصلة غير مختلطة، وأن يتحمل المسئولون النفقة في ذلك، وسوف يعينهم الله ويخلف عليهم ويؤيدهم وينصرهم إذا تحروا رضاه سبحانه واتباع شريعته، والحذر من أسباب الخطر على بلادهم وشعوبهم، هذا واجبهم جميعًا، هذا واجب على جميع المسئولين في أي دولة منتسبة للإسلام أن تتقي الله وأن تعمل على تعليم النساء وحدهن والرجال وحدهم حتى لا تقع الفتنة وحتى لا يقع ما لا تحمد عاقبته من الفتن والفساد، والله المستعان. نعم.