الجواب:
الفتوى بغير علم منكر عظيم، وهو مما حرمه الله على عباده، وجعل مرتبته فوق الشرك، قال سبحانه في سورة الأعراف: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ [الأعراف:33] فالواجب على طالب العلم أن يتقي الله، وأن يحذر القول على الله بغير علم، وإذا كان هذا في حق طالب العلم فكيف بغيره، لا يجوز لأحد أن يفتي بغير علم، لا رجل، ولا امرأة، ولا طالب علم، ولا غيره، يجب على المؤمن أن يتقي الله، وأن يخاف الله سبحانه، وألا يتكلم في الحلال والحرام إلا بعلم، قال الله سبحانه: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ [يوسف:108] يعني: على علم.
وأخبر سبحانه في سورة البقرة أن الفتوى بغير علم مما يأمر به الشيطان، قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلالًا طَيِّبًا وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ [البقرة:169] هذا من أمر الشيطان، يأمر الناس أن يقولوا على الله ما لا يعلمون.
فالواجب على كل مؤمن ومؤمنة الحذر من طاعة الشيطان في القول على الله بغير علم، والفتوى بغير علم، لا في العبادات، ولا في غيرها، يقول الله سبحانه: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [النحل:43] فالفتوى تكون من أهل الذكر، يعني: من أهل العلم بالقرآن العظيم، والسنة المطهرة، العلماء بكتاب الله، وسنة رسوله ﷺ وهم الذين يفتون الناس، وهم الذين يسألون، نسأل الله للجميع الهداية، نسأل الله لنا ولإخواننا جميعًا الهداية. نعم.
المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا.