كيفية معاملة الزوجة حال تعنتها

السؤال:

هذا السائل أخوكم في الله يقول: سماحة الشيخ حفظكم الله، زوجتي امرأة ملتزمة، وأحمد الله على ذلك، وهي ملتزمة بأمور الدين، وغير ملتزمة بتعليماتي الخاصة، فهي دائمًا تعاند، وتخالف أوامري في وضع البيت، وفي تربية الأبناء، وعندما أسألها: لماذا أنت دائمًا مخالفة؟ تجاوب وتقول: بأنها تنسى، وهي تنسى في اليوم أكثر من عشر مرات، وهذه المخالفة في كل يوم على مدار السنة، مما أدى بي إلى هجرها في المضجع بعد الوعظ والنصيحة، وأيضًا لم تتغير، وأيضًا مما أدى بي إلى ضربها ضربًا خفيفًا جدًا، ثم قامت وجمعت ملابسها، وأغراضها، وذهبت إلى بيت أهلها، فما حكم هذا التصرف الذي مني ومنها؟ ولا أخفيكم يا سماحة الشيخ في الطلاق في نيتي، فأفيدوني مأجورين؟ 

الجواب:

المشروع لك يا أخي الصبر والاحتساب، وعدم التكلف، الرسول يقول ﷺ: استوصوا بالنساء خيرًا ويقول الرب -جل وعلا-: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ [النساء:19] فإذا كانت تقول: إنها ناسية؛ فينبغي لك أن ترفق بها ما دامت تعتذر بالنسيان، فينبغي الرفق، والصبر، والاحتساب، وعدم العجلة في الضرب، والكلام السيئ، هكذا ينبغي للمؤمن مع زوجته؛ لأن الله يقول: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ [النساء:19] ويقول النبي ﷺ: استوصوا بالنساء خيرًا، فإنهن خلقن من ضلع أعوج، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإلا لم يزل أعوجًا وفي اللفظ الآخر: وكسرها طلاقها

فالأفضل لك يا أخي الصبر، والاحتساب، وعدم العجلة في الأمور، والحرص على وصيتها، ونصيحتها حتى تستقيم -إن شاء الله- ولا تعجل.

والضرب الخفيف إذا اجتهد الزوج لا بأس الضرب الخفيف؛ لأن الله قال: وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ [النساء:34] لكن هذه ما هي ناشزة، ولا تخاف نشوزها، لكن عندها تساهل في قبول التعليمات، فإذا صبرت عليها، واحتسبت الأجر في ذلك، وصدقتها في قولها: إنها ناسية يكون هذا أقرب، ولقوله -جل وعلا-: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ [النساء:19] ولقول النبي ﷺ: استوصوا بالنساء خيرًا نعم.

المقدم: أحسن الله إليكم. 

فتاوى ذات صلة