الجواب:
الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- من علماء السنة، ومن علماء أهل الحق، ودعوته ليست مذهبًا خامسًا، وإنما هي دعوة إلى العقيدة السلفية، وإلى ما كان عليه سلف الأمة من الصحابة وأتباعهم، فهو يدعو إلى توحيد الله، واتباع شريعته، وتعظيم أمره ونهيه، وليس يدعو إلى مذهبٍ جديد، كما يزعمه الجهلة، أو خصومه المعادون، عباد الأوثان، إنما دعا إلى عبادة الله وحده.
وقد كانت دعوته في القرن الثاني عشر، في النصف الثاني من القرن الثاني عشر، وتوفي -رحمه الله- سنة ستٍ ومائتين وألف في أول القرن الثالث عشر.
وكتبه موجودة، تبين عقيدته، مثل: كتاب التوحيد، مثل: كشف الشبهات، مثل: ثلاثة الأصول، كلها تبين دعوته، وأنه دعا إلى توحيد الله، وإخلاص العبادة لله، وألا يدعى مع الله أحد، لا ملك، ولا رسول، ولا صنم، ولا جن، ولا إنس، بل العبادة حق الله وحده، وكان في الأحكام الفقهية على مذهب الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- إلا إذا ترجح عنده بالدليل قول آخر ذهب إليه.
أما ما رماه به خصومه، أو الجهلة بأنه مذهب خامس، أو أنه يحتقر الصالحين والأنبياء، فهذا كله باطل، وليس في ترك الإشراك بهم احتقار لهم، ولا تنقص لهم، فالأنبياء كلهم جاؤوا بالدعوة إلى توحيد الله، والنهي عن دعوة الأولياء والصالحين، وليس متنقص الأنبياء والصالحين، وإنما المتنقص لهم الذي دعاهم من دون الله، وظن أنهم يرضون بهذا، وهم لا يرضون بأن يعبدوا مع الله، بل نهوا الناس عن ذلك، قال الله تعالى: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ [النحل:36] وقال سبحانه: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُون [الأنبياء:25].
فالرسل كلهم -عليهم الصلاة والسلام- دعوا إلى توحيد الله، وإخلاص العبادة له -جل وعلا- وإلى اتباع الرسول فيما جاء به، وهكذا نبينا محمد ﷺ دعا إلى توحيد الله، وتعظيم أمره ونهيه، وهكذا العلماء من أهل السنة والجماعة دعوا إلى ما دعا إليه الرسول ﷺ من توحيد الله، والإخلاص له، كمالك، والشافعي، وأحمد، وأبي حنيفة، والثوري، والأوزاعي، وغيرهم من أئمة الإسلام، كلهم دعوا إلى توحيد الله، وإخلاص العبادة له -جل وعلا- وطاعة الأوامر التي جاء بها الرسول ﷺ وترك النواهي، فهذا هو الحق، وهذا هو دين الله.
والشيخ محمد -رحمه الله- ابن عبدالوهاب دعا إلى ما دعوا إليه، دعا إلى توحيد الله، وإلى طاعة الله فيما أمر، وترك ما نهى عنه، واتباع القرآن والسنة، وترك ما خالف ذلك، فليس له مذهب خامس، وليس له دعوة خامسة، بل هو يدعو إلى ما دعا إليه الرسول ﷺ ودعا إليه الصحابة، ودعا إليه أئمة الإسلام، بالأقوال، والأعمال، والعقيدة، هذا هو الحق الذي لا ريب فيه، ومن قرأ كتبه؛ عرف ذلك، والله المستعان.
المقدم: الله المستعان، جزاكم الله خيرًا.