ما صحة: "من حج ولم يزرني فقد جفاني"، وما آداب الزيارة؟

السؤال:

ننتقل إلى سؤال آخر من أسئلة أخينا (ع. ف. غ) يقول: يدور على ألسنة بعض المسلمين حديث يروونه عن الرسول ﷺ وهو: "من حج، ولم يزرني؛ فقد جفاني" ما صحة هذا الحديث؟ وما علاقة الزيارة بالحج؟ وما هي آداب الزيارة؟ 

الجواب:

الحديث هذا موضوع عند أهل العلم كما نبه عليه شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- والحافظ ابن عبدالهادي في كتابه الصارم المنكي في الرد على السبكي، فهو حديث باطل لا صحة له، وليست الزيارة واجبة إلى المدينة، ولا إلى النبي ﷺ حتى يكون من تركها جافيًا، لا، الزيارة للمسجد النبوي مستحبة إذا شد الرحل إلى المسجد، وصلى فيه، وصلى على النبي ﷺ وسلم عليه؛ هذا مستحب، وليس بواجب، ومن ترك هذا لا يسمى جافيًا.

والزيارة الشرعية أن يشد الرحل إلى المسجد للصلاة فيه، والقراءة، والاعتكاف.. مما يشرع في المسجد، وإذا زار المدينة؛ سلم على النبي ﷺ على صاحبيه، مستحب له ذلك، وسلم على أهل البقيع، وعلى الشهداء في أحد كل هذا سنة، لكن لا يشد الرحل لأجل ذلك، شد الرحل لأجل زيارة المسجد، وهكذا يستحب له أن يزور مسجد قباء، ويصلي فيه ركعتين، كما كان النبي يزوره، عليه الصلاة والسلام.

وهذه الزيارة ليس لها تعلق بالحج، بل يستحب زيارة المسجد مطلقًا للحاج، وغير الحاج، قبل الحج، وبعده سنة مستقلة، وظن بعض الحجاج أن لها صلة بالحج، لا أصل له، ولكن بعض الناس يأتي من مكان بعيد، لا يتيسر له الزيارة إلا مع الحج، فإذا جاء إلى الحج؛ زار المسجد؛ لأنه أيسر عليه من تجديد سفر جديد من بلاده، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا. 

فتاوى ذات صلة