هل الحلف بالنبي شرك بالله؟

السؤال:

رسالة وصلت إلى البرنامج من الطائف، وباعثها المستمع محمد أحمد إبراهيم، رسالته بدأها بمقدمة يقول: بسم الله الرحمن الرحيم، بعد تحيتكم بتحية الإسلام، فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته، وكل عام وأنتم بخير، وبعد يطيب لي أن أكتب هذه الرسالة البسيطة معبرًا عن كل مشاعر الحب والتقدير لهذا البرنامج العظيم؛ لمقدار ما يقدمه من إيضاح وتوضيح لكثير من الأسئلة والمواضيع الغامضة، أو الغير مدركة لكثير من الإخوة المسلمين المؤمنين، وديننا يحث على العلم والمعرفة، ولا حرج في الدين، والعلم طالما هناك منفعة الجميع، ومزيدًا من تقديري، ومشاعري للإخوة الذين يساهمون في إنتاج هذا البرنامج، جزى الله الجميع خير الجزاء، ولا أطيل عليكم فأبدأ أسئلتي، بدأ أسئلته بالسؤال التالي سماحة الشيخ فيقول: عندنا كثير من الناس حينما يحلف يقول: والنبي، هل الحلفان بالنبي ﷺ يعتبر شركًا بالله؟ وهل إذا لم يكن شركًا عليه إثم؟ أم هو خير؟ أرجو التوضيح، أو الحلفان بغير ذلك، كمن يقول: وحياتي، بشرفي، وغير ذلك، ومن الناس من يقول لمن يريد أن يأخذ منه شيئًا بفضل الله، ثم بفضل كذا وكذا ستنقضي حاجتي، وجهوني إلى هذه الأمور، جزاكم الله خيرًا. 

الجواب:

أولًا: جزاك الله خيرًا عن دعواتك، وعما ذكرت من السرور بهذا البرنامج، لا شك أنه برنامج مفيد، وعظيم النفع، فنسأل الله أن ينفع به المسلمين، وأن يضاعف المثوبة لمن يقوم عليه، وأن يمنحهم التوفيق للعلم النافع، والعمل الصالح.

أما سؤالك فلا ريب أنه من الشرك، الحلف بالنبي ﷺ أو بالأولياء، أو بالملائكة، أو بالجن، أو بالنجوم، أو بشرف فلان، أو بحياته، كله لا يجوز؛ لقول النبي ﷺ: من كان حالفًا؛ فليحلف بالله، أو ليصمت، ويقول أيضًا -عليه الصلاة والسلام-: من كان حالفًا؛ فلا يحلف إلا بالله، أو ليصمت ويقول -عليه الصلاة والسلام-: من حلف بشيء دون الله؛ فقد أشرك ويقول أيضًا -عليه الصلاة والسلام-: من حلف بغير الله؛ فقد كفر، أو أشرك ويقول أيضًا -عليه الصلاة والسلام-: من حلف بالأمانة فليس منا، ويقول: من حلف باللات والعزى فليقل: لا إله إلا الله.

والمقصود: أن الحلف بغير الله أمر لا يجوز، وهو من المحرمات الشركية، لكنه شرك أصغر، ليس بشرك أكبر.

فالواجب على المسلمين الحذر من ذلك، وأن يكون الحلف بالله وحده، أو بصفة من صفاته، ولا يجوز الحلف بغير الله كائنًا من كان، لا بالأنبياء، ولا غيرهم، ومن فعل هذا؛ فعليه التوبة إلى الله، والإنابة إليه، والندم على ما مضى، والعزم الصادق ألا يعود في ذلك.

والله -سبحانه- بعث الرسل -عليهم الصلاة والسلام- لبيان الحق، وإيضاح الحق، وختمهم بمحمد -عليه الصلاة والسلام-وقد أوضح في ذلك، قد أوضح ما يجب في ذلك، وكان الناس في أول الإسلام، وفي أول الهجرة يحلفون بآبائهم، ثم نهاهم النبي ﷺ وقال: لا تحلفوا بآبائكم، ولا بأمهاتكم، ولا بالأنداد، ولا تحلفوا بالله إلا وأنتم صادقون.

فإن قصد بالحلف بغير الله أن هذا المحلوف به يتصرف في الكون، أو أنه يصلح أن يعبد من دون الله؛ صار شركًا أكبر، نسأل الله العافية.

أما إذا جرى على لسانه من غير قصد، بل لمحبته لمحبوبه، أو لتعظيمه له فقط من دون أن يعتقد فيه أنه يصلح يعبد من دون الله، أو أنه يتصرف في الكون؛ هذا شرك أصغر يجب تركه، والتوبة إلى الله منه، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم، آخر فقرة في سؤاله يقول: من قال: سأفعل كذا، أو فعل كذا بفضل الله، ثم بفضل فلان؟

الشيخ: هذا لا حرج فيه، قال: بفضل الله، ثم بفضل فلان، أو قال: بالله، ثم فلان، أو قال: هذا من الله، ثم من فلان، أو أنا أستعيذ بالله، ثم بك؛ فلا حرج فيه، ليس من الشرك؛ لأنه قال: ثم بك، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا، أيضًا الحلف بالشرف كما يذكر، أو بحياة الإنسان؟

الشيخ: كله منكر، كله لا يجوز، بشرف فلان، أو بحياة فلان، أو بحياة النبي، أو شرف النبي؛ ما يجوز.

المقدم: جزاكم الله خيرًا. 

فتاوى ذات صلة