الجواب:
هذا غلط، ليس من شرط الحج، ولا من واجباته، ولا سنته زيارة المدينة، المدينة مستقلة، زيارة المدينة سنة مستقلة، يستحب زيارة المدينة، والمسجد النبوي، والسلام على النبي ﷺ من بلده رأسًا إلى المدينة ولو ما جاء للحج إذا كان قد حج.
المقصود: أن زيارة المسجد النبوي ليس مربوطًا زيارته بالحج، لكن الغالب على أن الناس إذا جاؤوا للحج؛ سهل عليهم زيارة المسجد النبوي، وإلا فليس شرطًا، لو حج وذهب إلى وطنه فلا نقص عليه والحمد لله، لكن إذا زار المسجد النبوي يكون أفضل؛ لأن الرسول ﷺ قال: لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى.
فالسنة زيارة المسجد النبوي إذا تيسر ذلك، وإذا زار المسجد؛ صلى فيه وسلم على النبي ﷺ وعلى صاحبيه -رضي الله عنهما- وسلم على أهل البقيع، وعلى الشهداء، واستحب له أن يزور مسجد قباء أيضًا، ويصلي فيه، كل هذا سنة، لكن ما هو بشرط في الحج، لو في غير الحج، لو جاء بشهر مستقل، وإذا جاء للحج، ثم زار المدينة خير إلى خير.
المقدم: حفظكم الله، سماحة الشيخ! لكن ألا ترون أن بعض العلماء الذين صنفوا في كتب المناسك يختمون، أو يكتبون بفضل زيارة المسجد النبوي، ألا ترون يا سماحة الشيخ أن هذا من أسباب فهم الحجاج..؟
الشيخ: لأن هذا أسهل على الناس، إذا جاؤوا للحج من الشام أو من اليمن، أو من جهات بعيدة أسهل عليهم يزورون المدينة؛ لأن قصد المدينة بسفر مستقل قد لا يتيسر لهم، لكن إذا جاؤوا إلى الحج كانت زيارة المسجد النبوي أيسر، ولهذا ذكر العلماء الزيارة في الحج في أبواب الحج في كتاب الحج، لأجل أن الزيارة أسهل على الحجاج، إذا جاؤوا إلى مكة ما بقي عليهم إلا مسافة قصيرة، ويأتون إلى المسجد النبوي، هذا السبب، وإلا ما هو ليس مربوطًا بالحج، زيارة المسجد النبوي غير مربوطة بالحج، لو زار زيارة مستقلة ليس مع الحج فهو سنة مستقلة، نعم.
أما حديث: "من حج فلم يزرني فقد جفاني" حديث ضعيف غير صحيح، موضوع، نعم.
المقدم: أحسن الله إليكم سماحة الشيخ.