الجواب:
العمرة هي الزيارة بالنسبة إلى الغريب، أما أهل مكة فالعمرة لهم هي الطواف، والسعي، والتقصير، وهي نوع من الزيارة بخروجه إلى الحل، ثم رجوعه، لكن المقصود منها في حق أهل مكة هذا العمل العظيم، وهو الطواف، والسعي، والتقصير، فلهم عمرة يخرجون إلى الحل التنعيم، أو عرفات، أو الجعرانة، أو جدة، ويحرمون بالعمرة، ثم يدخلون، ويطوفون، ويسعون، ويقصرون، وتسمى عمرة، وإن كان أصلها الزيارة بالنسبة إلى الغريب، لكنها عمل عظيم عمل.
الطواف، والسعي، والتقصير، أو الحلق، هذه عبادة عظيمة، فيها الطواف بالبيت، وفيها السعي بين الصفا والمروة، فهي عمرة لهم وإن كانوا من أهل مكة، وليس له زيارة؛ لأنهم قريبون من مكة إذا خرجوا إلى التنعيم، ليسوا بعيدين، وليس سفرًا، فلا تتحقق في حقهم أنها زيارة، لكن فيها العمل الصالح، فيها الطواف والسعي، ولكنها تسمى زيارة بالنسبة إلى الغرباء.
وقد اعتمرت عائشة من مكة -رضي الله عنها- لما حلت من حجها، أعمرها النبي ﷺ إلى التنعيم، وهي في هذه الحال مكية مقيمة في مكة، ومع هذا اعتمرت من التنعيم -رضي الله عنها- بدلًا من عمرتها التي دخلت بها إلى مكة من المدينة، لأنها دخلت مكة وهي حائض، فلم تطف، ولم تسع قبل الحج، وأحرمت بالحج مع العمرة، صارت قارنة، فقال لها النبي ﷺ: طوافك بالبيت وبين الصفا والمروة يكفيك لحجك وعمرتك لأنها صارت قارنة، فطلبت منه عمرة مستقلة، فوافق على ذلك -عليه الصلاة والسلام- وأمر أخاها عبدالرحمن أن يعمرها من التنعيم عمرة مستقلة كصواحباتها من أزواج النبي ﷺ.
فإنهم اعتمروا عمرة مستقلة، دخلوا بها مكة من المدينة، فطافوا، وسعوا، وقصروا، وحلوا، فأحبت أن تفعل مثلهم .. عمرة مستقلة، فأقرها النبي ﷺ وأمر أخاها عبدالرحمن أن يذهب بها إلى التنعيم؛ فاعتمرت بعد الحج.
فدل ذلك على أنه لا بأس بخروج المكي إلى التنعيم، أو غيره من الحل لأخذ العمرة، فالعمرة عمل صالح، وقربة إلى الله نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا.