ما حكم كثرة الحركة في الصلاة؟

السؤال:

بعد هذا يسأل سماحتكم عن موضوع كثيرًا ما يراه كما يقول: يقول: ألاحظ أن بعض الناس يكثر الحركة أثناء تأديته للصلاة، فهو يقدم رجلًا ويؤخر أخرى، أو يعبث بلحيته، أو يقوم بتعديل ملابسه، وما أشبه ذلك، وأعتقد أن مثل هذه الحركة تؤثر على الصلاة، فأرجو من سماحتكم التوجيه؟ جزاكم الله خيرًا. 

الجواب: 

لا شك أن هذا واقع من بعض الناس العبث في الصلاة والحركة الكثيرة هذا واقع من بعض الناس، ونوصي إخواننا جميعًا من الرجال والنساء بالخشوع في الصلاة، وترك الحركة التي لا حاجة إليها لا بالملابس ولا باللحية، ولا بغير ذلك، ولا بالساعة، ولا بغير ذلك، السنة الخشوع، في الصلاة والطمأنينة فيها، وعدم الحركة قال الله : قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ۝ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ [المؤمنون:1-2].

والخشوع: هو الخضوع لله، والإقبال على الصلاة، وترك العبث، لكن إذا دعت الحاجة إلى أن يتقدم في الصف الذي قدامه لفرجة؛ فلا بأس، أو دعت الحاجة أن يعدل عمامته -غترته- إذا خاف أن تسقط، أو ما أشبهها من الحاجات؛ فلا بأس، مع الحرص على التقلل، وعدم الإكثار، الحرص على أن تكون الحركة بقدر الحاجة قليلًا جدًا، حسب الحاجة.

وقد صلى النبي ﷺ في بعض الأيام يحمل أمامة بنت زينب ابنة بنته، فإذا سجد وضعها، وإذا قام حملها، وصلى مرة على المنبر، فلما فرغ من الركوع؛ اعتدل، نزل وسجد أسفل المنبر للتعليم، لتعليم الناس، وتوجيههم؛ ليعلموا أن مثل هذا جائز، وفي صلاة الكسوف عرضت عليه الجنة، فتقدم يتناول منها عنقودًا، فلم يتيسر له ذلك، وعرضت عليه النار -وهو في صلاة الكسوف- فتأخر، وتأخرت الصفوف، فإذا دعت حاجة إلى شيء من هذا فلا بأس، وإلا فالواجب الطمأنينة كونه يطمئن، ويؤدي الصلاة بطمأنينة، خشوع، وعدم عجلة، مع قلة الحركة، حتى يكون بذلك قد أكمل صلاته، واعتنى بها، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم. 

فتاوى ذات صلة