الجواب:
هذا منكر، هذه صلاة منكر، لا تجوز؛ لأن قوله: (أدركني يا محمد) هذا دعاء غير الله، هذا شرك بالله، شرك بالله، ولا يجوز.
الشيخ: وما الكلام الذي بعده؟
المقدم: تقول: (اللهم صل على سيدنا محمد، قد ضاقت حيلتي؛ أدركني يا رسول الله).
الشيخ: هذا من الشرك الأكبر، نعم، أعوذ بالله، نعم.
المقدم: (..اللهم صل على سيدنا محمد النبي الحبيب المحبوب شافي العلل).
الشيخ: كذلك هذا، لا، ما هو بشافي العلل، الذي يشفي العلل هو الله وحده، هو المعافي المشافي -جل وعلا-، نعم.
المقدم: (ومفرج الكروب).
الشيخ: كذلك هذا شرك أكبر، ليس هو مفرج الكروب، الذي يفرجها هو الله وحده ، ولكن اتباع النبي ﷺ وطاعته، واتباع شريعته من أسباب تفريج الكروب، ومن أسباب تيسير الأمور.
وأما الشافي للعلل، ومفرج الكروب، والذي يدرك الناس برحمته هو الله -جل وعلا-، ولكن السنة في هذا أن يقول:
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم؛ إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم؛ إنك حميد مجيد هذه الصلاة التي علمها أصحابه -عليه الصلاة والسلام- لما قالوا: «يا رسول الله، أمرنا الله أن نصلي، فكيف نصلي عليك؟ قال: قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم؛ إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.
وقال لهم في وقت آخر أيضًا: اللهم! صل على محمد وعلى أزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى أزواجه وذريته، كما باركت على آل إبراهيم؛ إنك حميد مجيد وفي لفظ آخر قال: قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد، والسلام كما علمتم السلام يقول: (السلام عليك -أيها النبي- ورحمة الله وبركاته).
هذه الصلاة المشروعة، أما هذه الصلاة -التي ذكرها السائل- هذه منكرة وشركية، نعوذ بالله، نعم.
المقدم: أحسن الله إليكم يا سماحة الشيخ.
هذه العبارات التي يوجد بها هذه الشركيات، أقول: كيف يحقق المسلم التوحيد يا شيخ؟
الشيخ: تحقيق التوحيد: بإخلاص العبادة لله وحده، وألا يدعو إلا الله، ولا يستغيث إلا بالله، ولا يتوكل إلا عليه، ولا ينذر إلا له، ولا يذبح إلا له، ولا يصلي إلا له، العبادة لله وحده، كما قال تعالى: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [الجن:18] قال سبحانه: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ [البينة:5] هذا حقيقة التوحيد: أن يخص الله بالعبادة، ويخص نبيه بالاتباع والطاعة -عليه الصلاة والسلام-، أما العبادة فهي حق الله يجب أن يخص بها -جل وعلا-: فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ [غافر:14]، إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:5]، وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ [البينة:5] فلا يصلي إلا لله، ولا يذبح إلا لله، ولا ينذر إلا لله، ولا يصوم إلا لله، وهكذا جميع العبادات، نعم.
المقدم: سماحة الشيخ، ما توجيهكم لأصحاب المكتبات والتي قد توجد فيها بعض هذه الشركيات في بعض الكتب الموجودة؟
الشيخ: الواجب على أهل المكتبات أن يتخيروا الكتب النافعة، وأن يحذروا، والواجب على القائمين على المكتبات أن يتقوا الله، وألا يبيعوا الكتب التي فيها الدعوة إلى الشرك أو البدع، يجب على المسلمين التعاون على البر والتقوى، بل كل مؤمن يجب أن يتقي الله، وأن يراقب الله، فإذا رأى شيئًا يخالف الشرع رفع إلى من له الأمر حتى يزال ذلك الشيء.
المقدم: أحسن الله إليكم.