الجواب:
هذا الحديث ليس بصحيح، وإنما هو من أخبار بني إسرائيل التي قال فيها النبي ﷺ حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ولكن معناه: صحيح، فإن أكثر الخلق كفروا نعم الله، ولم يعبدوه وحده، بل عبدوا الشياطين، وعبدوا الهوى، وعبدوا الأصنام والقبور وغير ذلك، فالمعنى صحيح، يقول -جل وعلا- فيما يروى في هذا الأثر القدسي: "إني والجن والإنس في نبأ عظيم" صحيح خبرًا عظيم نبأً عظيم «أخلق ويعبد غيري» هو خلاق -جل وعلا- لجميع الخلق، الله خالق كل شيء، وهو سبحانه وحده الخلاق العليم، وهو القائل سبحانه: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56] وأرزق ويشكر سواي يعني: يشكر في الغالب غير الله يشكر زيد وعمرو، وينسى الله، هذا حال الأكثرين.
وتمام الأثر: خيري إليهم نازل، وشرهم إلي صاعد، أتحبب إليهم بالنعم، ويتبغضون إلي بالمعاصي وهذا واقع من أكثر الخلق، فالواجب على المكلف الواجب عليه أن يعبد الله وحده ويشكره على نعمه بطاعته، يشكره، ويثني عليه سبحانه.
وأعظم الشكر طاعة الأوامر، وترك النواهي، مع الثناء على الله -جل وعلا-، وهو القائل : فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي[البقرة:152] وهو القائل -جل وعلا-: لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ [إبراهيم:7].
فالواجب على جميع العباد من الجن والإنس من الرجال والنساء أن يعبدوا الله وحده، بدعائهم وخوفهم ورجائهم وصلاتهم وصومهم وغير هذا من العبادات كلها لله وحده، وأن يشكروه على إنعامه من الصحة والمال والزوجة والذرية وغير ذلك، وهكذا المرأة تشكر الله على زوجها على ذريتها على صحتها على ما أعطاها من الأرزاق، هكذا على جميع الجن والإنس عليهم الشكر لله والطاعة لله وعبادته خلقوا لهذا الأمر، الله ما خلقهم عبثًا ولا سدى خلقهم ليعبدوه، وأمرهم بهذا، قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56] وقال سبحانه: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ [البقرة:21] وقال : وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ[الإسراء:23] يعني: أمر.
فالواجب على الجميع أن يعبدوا الله وحده بالصلاة والصوم والدعاء والاستغاثة به سبحانه، والحلف به -جل وعلا- وغير هذا من العبادات كلها لله وحده ، كما قال سبحانه: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ[البينة:5] فعلى العبد رجلًا كان أو أنثى على جميع العباد الرجال والنساء العرب والعجم الجن والإنس الملوك وغيرهم عليهم جميعًا أن يعبدوا الله، وأن يتقوه ويطيعوا أوامره بصلاتهم وصومهم وغير ذلك، وينتهوا عن نواهيه فلا يعصوه -جل وعلا-، وعليهم أن يشكروا نعمه فيصلوها بطاعته.
ومن شكرها طاعتهم لله، وترك معصيته، هذا من شكر النعم، نعمة الصحة، نعمة الأمن، نعمة المال، نعمة الذرية، نعمة التجارة إلى غير هذا، هذا الواجب على جميع الثقلين أن يعبدوا الله وحده بصلاتهم وصومهم ودعائهم، وغير ذلك، وأن يتبرؤوا من عبادة ما سواه، وأن يشكروه في جميع إنعامه، يشكروه على جميع نعمه بطاعة الأوامر، وترك النواهي، والثناء على الله، يحمده سبحانه، ويثني عليه بأنه الكريم، بأنه الجواد، بأنه المحسن، ويطيع أوامره، وينتهي عن نواهيه، ويقف عند حدوده، ويسارع إلى مراضيه، ويبتعد عن معاصيه، هكذا المؤمن وهكذا المؤمنة، وهذا هو الواجب على الجميع، وهذا هو الشكر الذي أمر الله به، وفق الله الجميع.
المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا.