الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
فإن هذه العادة التي ذكرها السائل وهي تساهل النساء في الجنوب بكشف الوجه عند غير المحارم لا شك أنها عادة سيئة، وأن الواجب على المرأة التحجب عن غير محارمها، وعدم كشف الوجه عند أخي الزوج، أو عم الزوج، أو زوج الأخت، أو أبناء العم، ونحو ذلك، كل هذا لا يجوز؛ لأن الله سبحانه يقول في محكم التنزيل: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ[الأحزاب:53] فأخبر سبحانه أن الحجاب أطهر لقلوب الجميع، وأمر به سبحانه.
فالواجب على الرجال والنساء الأخذ بذلك، والتعاون في ذلك، وعلى المرأة أن تخاف الله وتراقبه، وأن تحذر ما حرم عليها .
وقال في سورة النور: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ[النور:31] الآية، والزينة تشمل كشف الوجه، وغير ذلك، فالوجه من أعظم زينتها، وهكذا حليها في حلقها، وفي يديها، وفي أذنيها، كل هذه من الزينة التي يجب سترها، وهكذا ما يكون في رجليها من الخلاخل كله زينة يجب سترها، وعلى المرأة وعلى وليها وزوجها أن يخافوا الله جميعًا، وأن يتعاونوا على البر والتقوى، وأن يحذروا ما حرم الله عليهم.
ومن المعلوم: أن إظهار الزينة والمحاسن من المرأة من أسباب الفتنة بها، ومن أسباب وقوع الفواحش، فعلى الجميع تقوى الله في ذلك والحذر من غضبه ، نعم.