الجواب:
الواجب عليكم وعليهم إزالة الأبنية التي على القبور، وبقرها، وتركها ضاحية شامسة، كما كانت القبور في عهد النبي ﷺ في البقيع وفي غيره، وكما كانت القبور في بلاد أهل السنة والجماعة من قديم الزمان، ولا يجوز البناء عليها، ولا اتخاذ المساجد عليها؛ لأن الرسول نهى عن ذلك -عليه الصلاة والسلام-، وقال: لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد وقال جابر بن عبدالله الأنصاري : "نهى رسول الله ﷺ عن تجصيص القبور، والقعود عليها، والبناء عليها" ولا يجوز لأحد من الناس أن يدعوها من دون الله، أو يستغيث بأهلها، أو ينذر لهم، أو يذبح لهم، أو يطلبهم المدد، أو يتبرك بتراب قبورهم، كل ذلك منكر، ومن الشرك الأكبر، نعوذ بالله.
فالواجب تنبيههم، وليس لهم حجة في تقليد آبائهم، هذه حجة المشركين، قال الله -جل وعلا- عن المشركين لما نهاهم الرسول ﷺ عن عبادة الأصنام قالوا: إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ [الزخرف:22] فهذه حجة باطلة، حجة ملعونة خبيثة، فلا يجوز الاحتجاج بها، هذه حجة الكفرة، إذا وجدت أباك على باطل لا تتبع أباك، أما إذا كان على حق؛ فالواجب الأخذ بالحق، سواءً كان عليه أبوك أو غير أبيك.
وأما ما يفعله الناس اليوم عند القبور من الدعاء، والاستغاثة بأهلها، والذبح لهم، والطواف بقبورهم، كل هذا منكر عظيم، كل هذا من عمل أهل الشرك من عباد الأوثان.
فالواجب على المسلم أن يحذر ذلك، وأن يحذره إخوانه، وينذرهم، والواجب على العلماء في كل مكان أن يحذروا الناس، وأن يرشدوهم، وأن يوضحوا لهم حقيقة التوحيد، وحقيقة الشرك، وأنه لا يجوز لأحد أن يدعو الميت من دون الله، ولا أن يستغيث به، ولا أن يذبح له، ولا أن يطلبه المدد، ولا أن يطوف بقبره، كل ذلك من الشرك الأكبر، كونه يطوف يتقرب إلى الميت بالطواف هذا شرك أكبر، أو يقول: يا سيدي، المدد المدد، أو الغوث الغوث، هذا من الشرك الأكبر، هذا من جنس عمل أبي جهل وأشباهه من عباد القبور، عباد الأصنام.
فالواجب عليكم -أيها السائل- أن تستمروا في النصيحة والإنكار، وأن تطلبوا من العلماء أن ينبهوهم ويوضحوا لهم، ويرشدوهم، حتى يتركوا هذا الشرك، وحتى يزيلوا هذه الأبنية التي على القبور، وتبقى القبور ضاحية شامسة ليس عليها بناء، نسأل الله للجميع الهداية.
المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا، ونفع بعلمكم.