الجواب:
نعم، إذا خسفت الشمس بعد العصر شرعت الصلاة والذكر والدعاء والصدقة والتكبير؛ لأن الرسول ﷺ قال: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فصلوا، وادعوا حتى يكشف ما بكم وفي الحديث الآخر يقول ﷺ: فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره.
وثبت عنه ﷺ «أنه لما رأى الكسوف أمر بالصدقة والتكبير والعتق» هذا هو السنة، ولو بعد العصر على الصحيح، وقال بعض أهل العلم: إنه لا يصلى لها بعد العصر؛ لأنه وقت نهي.
والصواب: أنه يصلى لها؛ لأن صلاة الكسوف من ذوات الأسباب، وذوات الأسباب تفعل ولو في وقت النهي مثل صلاة الطواف إذا طاف بعد العصر، مثل تحية المسجد إذا دخل المسجد يريد يصلي المغرب دخل قبل المغرب يصلي ركعتي التحية، مثل الوضوء لو توضأ بعد العصر يصلي ركعتين، هذا هو الصواب، ذوات الأسباب لا بأس بها في وقت النهي، وصلاة الكسوف من ذوات الأسباب، هذا هو الصواب، والراجح من قولي العلماء.
وهكذا إذا كسف القمر في آخر الليل، أو في أول النهار يصلى لكسوفه أفضل، ومن ترك فلا حرج؛ لأن وقته قد ذهب، قد ذهب سلطانه بعد الفجر، ولم يبق إلا الشيء اليسير من سلطانه، فمن صلى فهو أفضل، ويخفف حتى يصلي الفجر بعد ذلك في وقتها، ومن لم يصل فلا حرج؛ لأن القمر إذا طلع الفجر ذهب سلطانه، ولم يبق منه إلا اليسير، فمن صلى بعد طلوع الفجر له لعموم الأحاديث فلا بأس، وهو أفضل، ومن ترك ذلك فلا حرج، وإن صلى فليخفف يبدأ بصلاة الخسوف قبل الفجر، ثم يصلي صلاة الفجر في وقتها قبل الشمس.
المقدم: وكذلك بعد صلاة العصر يا سماحة الشيخ؟
الشيخ: تقدم بعد صلاة العصر خسوف الشمس، نعم، يصلي، تقدم، نعم.