الجواب:
الله سبحانه وعد الإجابة لعباده، بقوله سبحانه: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ[غافر:60] وقوله سبحانه: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ[البقرة:186] لكن للإجابة أسباب، منها:
الانكسار والضراعة إلى الله، ودعاؤه بصدق وإخلاص وقلب مقبل على الله.
ومنها: تجنب المعاصي، والحذر من المعاصي، والإقبال على طاعة الله ، فإن المعاصي من أسباب منع الإجابة.
ومنها: عدم الغفلة، وأن يدعو بقلب حاضر مقبل على الله، لا بقلب ساهٍ غافل؛ فإن سهو القلب، وغفلة القلب، وعدم إقبال القلب على الله عند الدعاء من أسباب عدم الإجابة.
وقد تؤخر الإجابة لحكمة بالغة، كما في الحديث الصحيح يقول ﷺ: ما من عبد يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم، ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته في الدنيا، وإما أن تدخر له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من الشر مثل ذلك قالوا: يا رسول الله إذًا: نكثر، قال: الله أكثر هذا يفيد أن الله سبحانه قد يمنع الإجابة، ويؤخرها ليوم القيامة، يعطيه بها الخير في الجنة، وقد يصرف عنه شرًا أنفع له مما طلب، فربك حكيم عليم سبحانه، هو الحكيم العليم فيما يقضي ويقدر -جل وعلا-، فالعبد يلح في الدعاء ولا يستبطئ الإجابة ولا ييئس، يسأل ويكثر من الدعاء ويلح ولا ييئس، ويعلم أن ربه حكيم عليم، قد يعجل الإجابة، وقد يؤخرها، وقد يعطيه سبحانه خيرًا مما طلب، نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا.