الجواب:
نعم، لا شك، اليهودي والنصراني عندهم إيمان بالآخرة، عندهم إيمان بالرسل، وإن كان إيمانهم مدخولًا، وإن كان لا ينفعهم؛ لأنهم خلطوا كفرًا وإيمانًا، لكن دعوتهم أسهل؛ لأنهم يخاطبون بكتب التي نزلت على الأنبياء، يخاطبون بالإيمان باليوم الآخر، وأن الواجب الإعداد لليوم الآخر، وأن الواجب طاعة الرسل، هم يعرفون طاعة الرسل لازمة، وأن محمدًا من الرسل -عليه الصلاة والسلام-، وتقام الحجج على رسالته -عليه الصلاة والسلام-، ويدعون إلى الإيمان به، واتباع شريعته، وأنه ليس هناك نجاة إلا باتباع محمد -عليه الصلاة والسلام-.
فالحجة قائمة على اليهود والنصارى لما عندهم من العلم السابق من عهد الأنبياء، وإنما حملهم على الترك الهوى والحسد والبغي، ولا سيما اليهود، فإنهم أمة الحسد، وأمة البغي، وأمة الغضب، وأمة العناد، وهكذا أئمة النصارى الذين عرفوا الحق، ولكن آثروا الدنيا على الآخرة، فصاروا مشابهين لليهود في عنادهم وفي جحدهم الحق وهم يعلمون، نسأل الله العافية.
لكن الغالب على النصارى الضلال والجهل، هم يحتاجوا إلى التعليم والتوجيه بالأدلة الشرعية حتى يدخل في الحق، وعنده أصل الإيمان بالآخرة، أصل الإيمان بوجود الله، وإن كان إيمانًا فاسدًا مشوشًا لا ينفعه في الآخرة؛ لأن اليهود اعتقدوا العزير ابن الله، والنصارى اعتقدوا المسيح ابن الله، وهو ثالث ثلاثة، وعندهم أيضًا غلو في أحبارهم ورهبانهم، كلهم عندهم غلو في أحبارهم ورهبانهم، وعندهم أنواع من التحريف والشر، لكنهم أسهل، دعوتهم أسهل من دعوة الملحد الشيوعي.
أما الملحد يحتاج إلى إقامة الأدلة على وجود الله، وعلى صحة ما جاءت به الرسل من العقل الذي يفهمه هو، فدعوته تحتاج إلى مزيد من البصيرة والحكمة والتجارب، ومعرفة سنن الله في عباده، وما فطر عليه العباد، حتى يخاطبه بمقتضى الفطرة والعقل، والله المستعان، نعم.
المقدم: الله المستعان، جزاكم الله خيرًا.