الجواب:
الجهاد في سبيل الله هو الجهاد الأكبر كما تقدم، وهو الجهاد الأكبر؛ ولهذا أنكر العلماء هذا الحديث، وقالوا: إنه يقتضي أن الجهاد في سبيل الله هو الجهاد الأصغر، فهذا خطأ؛ فإن بذل النفوس، والأموال في جهاد الأعداء، ودعوتهم إلى الإسلام، وإخراجهم من ظلمات الجهل، والكفر هذا أمر عظيم فوق ما يتصوره الناس.
فلهذا صار الجهاد في سبيل الله الذي به بذل النفوس، وبذل الأموال، ومغادرة البلدان، والغربة عن الأوطان، والأولاد، والنساء، هذا هو الجهاد الأعظم، ثم يرجع الناس منه إلى الجهاد الأصغر، جهاد النفس على ما يعتريها من المعاصي، والسيئات، وعلى ما تقيم عليه من خطر، ونقصان، فهو يجاهدها لله حتى تستقيم.
ولا شك أن الجهاد الأكبر إنما يحصل في الجهاد الأصغر، جهاد النفس حتى تستقيم على أمر الله، حتى ترضى بالجهاد في سبيل الله، حتى تقدم النفس، والمال.
هذا هو شأن المؤمن، يجاهد نفسه، ويتصبر على جهاد الكفار لما يعلم في ذلك من الخير العظيم، وقد ثبت عن رسول الله ﷺ فيما رواه البخاري، وغيره أنه قال: ما من أحد يموت له خير عند الله يتمنى أن يرجع إلى الحياة الدنيا إلا الشهيد، فإنه يتمنى أن يرجع إلى الدنيا، فيقتل عشر مرات؛ لما يرى من فضل الشهادة في سبيل الله والنبي ﷺ يقول: إني أود أن أقتل في سبيل الله، ثم أحيا، ثم أقتل، ثم أحيا، ثم أقتل.