الجواب:
ترك الصلاة جريمة عظيمة ومنكر شنيع، وقد اختلف العلماء -رحمة الله عليهم- في كفر صاحبه إذا لم يجحد وجوبها، وإنما تكاسلًا، فعله تكاسلًا وتهاونًا، فقال بعضهم: يكون كفرًا أصغر، وقال بعضهم: بل يكفر كفرًا أكبر، وهذا هو الصواب، ولو صلى الجمعة بعض الأحيان، ولو صلى بعض الأوقات؛ لقول النبي ﷺ: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها؛ فقد كفر؛ وقوله ﷺ: بين الرجل، وبين الكفر والشرك ترك الصلاة.
فالصواب: أنه يكون كفرًا أكبر، لكن إذا كان التارك الوالدين، أو أحدهما فإنك ترفق بهما، وتنصحهما، كما قال الله في الكافرين: وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا [لقمان:15] لأن الوالد له حق عظيم، ولو كان كافرًا عليك أن ترفق به، وأن تصحبه بالمعروف؛ لعل الله يهديه بأسبابك، ولو قبلت رأسه ترجو أن الله يهديه بسبب ذلك؛ فلا بأس بذلك، هذا من المعروف وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا [لقمان:15] والدعاء له أن الله يوفقه، ويهديه، ويشرح صدره إلى الحق، والإنفاق عليه إذا كان محتاجًا، كل ذلك من أسباب هدايته.
أما غير الوالدين إذا لم يقبل الحق؛ فإنه يهجر، يستحق الهجر، لا تجاب دعوته إلى عرس، ولا غيره، ولا يدعى إلى وليمة، ولا يصافح، ولا يسلم عليه، بل يهجر حتى يتوب، وينبغي أن يرفع أمره إلى ولي الأمر إذا كان في بلاد إسلامية، يرفع أمره إلى ولي الأمر حتى يستتاب، فإن تاب وإلا وجب قتله عند جمهور أهل العلم.