الجواب:
في حديث رواه مسلم في الصحيح: ثلاثة لا يكلمهم الله، ولا ينظر إليهم يوم القيامة، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم: المسبل إزاره، والمنان فيما أعطى، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب هذا من باب الوعيد عند أهل السنة والجماعة، ليسوا كفارًا، بل من باب الوعيد، والتحذير، والترهيب، المسبل يدل على أنه كبيرة من الكبائر، والمنان في العطية الله -جل وعلا- قال: لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأَذَى [البقرة:264].
والمنفق سلعته بالحلف الكاذب الذي يقول: والله إنها علي بكذا، والله إني شريتها بكذا، والله إنها ...... بكذا، وهو يكذب حتى ينفقها، يمشيها، ويأكل أموال الناس بالباطل، هذا وعيد شديد، يدل على أن هذا من الكبائر، من كبائر الذنوب.
مثل الحديث الآخر: ثلاث لا يكلمهم الله، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم: شيخ زانٍ -شيخ شايب- وملك كذاب، وعائل مستكبر هذا يدل على أن الزنا مع الشيخوخة، مع كبر السن يكون أعظم من الزنا، في الشباب أكبر إثمًا.
وهكذا الملك الكذاب إثمه أكثر؛ لأنه قد أعطاه الله الملك، وأغناه الله عن الكذب، فما الحاجة للكذب وعائل مستكبر مع فقره يستكبر، الغني قد يحمله الغنى، لكن هذا مع كونه فقيرًا يستكبر، هذا يدل على أن الكبر طبيعة له، وسجية له -نعوذ بالله- فاشتد بهذا إثمه -نسأل الله العافية- لا حول ولا قوة إلا بالله. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا سماحة الشيخ.