الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه، أما بعد.
فهذه قصة لا أعراف لها أصلًا، وأخبار بني إسرائيل مثلما قال عنها النبي ﷺ: حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج فيها الطيب والخبيث، فيها الصدق والكذب، فلا يصدق منها إلا ما جاء في القرآن الكريم، أو صحت به السنة عن رسول الله، عليه الصلاة والسلام.
ولكن المعنى صحيح، فإن من حفظ الله، واستقام على دينه؛ حفظه الله، في الحديث الصحيح يقول النبي ﷺ لابن عباس: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك فمن حفظ الله، واستقام على دينه؛ يسر الله أمره، وحفظ عليه شأنه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ [محمد:7] فهو يحفظ أولياءه ويصونهم، ويكفيهم شر الأعداء، يقول : وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ [الحج:40-41]، ويقول : وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ [الروم:47] فمن حفظ الله حفظه الله.
فأنت يا عبدالله، عليك أن تستقيم على دين الله، وأن تؤدي حق الله، وأن تبتعد عن محارم الله، وأن تأخذ بالأسباب، عليك أن تأخذ بالأسباب، والله يعينك، وينفع بأسبابك.
فالذي عنده الغنم فيجب أن يعتني بالأسباب يرعاها ويلاحظها، أو يجعل فيها الراعي الذي يلاحظها، ولا مانع أن يتخذ فيها كلبًا فيعين على حفظها بنباحه إذا رأى المستنكر، فقد صح عن رسول الله ﷺ أنه رخص في الكلب للصيد وللماشية -يعني: للغنم- وللزرع، ولعل هذه الحكاية إن صحت؛ يكون هذا الذئب جنيًا مؤمنًا في صورة ذئب؛ ليحرس هذه الغنم، فإن الجن يتصورن بالذئاب، يتصورون بالكلاب، يتصورون بغير ذلك، يتصورون بالسنور "الهر" ويتصورون بغير هذا، فإن صحت الحكاية؛ فقد يكون ذئبًا، وهو جني، لكن تصور بصورة الذئب أن يحفظ الغنم، ويصونها عن الذئاب الأخر.
وبكل حال فالله -جل وعلا- يتولى أولياءه بالنصر، فإذا غلب ولي الله بالنوم، أو بشيء آخر؛ قد يصون الله غنمه، ويبعد عنها الذئاب، ويكلؤها نعم.