حكم توقف المرأة عن الإنجاب بسبب مرض الزوج

السؤال:

من اليمن الجنوبي محافظة عدن المستمعة (م. ع. ن) بعثت برسالة تقول فيها: أنا سيدة مسلمة -والحمد لله- أؤدي الواجبات التي فرضها علي ربي من صلاة وصيام وزكاة، ولكني توقفت عن الإنجاب في فترة كان زوجي فيها مريضًا بالسل، وكانت هذه الفترة حوالي عشر سنوات، وبعدها توقفت عني الدورة نهائيًا، فهل في فعلي هذا شيء يغضب الله علي ذلك بأن أولادي كانوا يصابون بشلل نصفي، ومنهم من يتوفى، ومنهم من يبقى على قيد الحياة وهو مصاب بهذا المرض؟ أفيدوني أفادكم الله. 

الجواب:

إذا كنت فعلت ما يمنع الإنجاب برضا الزوج؛ فلا حرج عليك إذا كان برضاه، أو موافقته، نرجو ألا يكون عليك حرج، أما إذا كان ذلك بغير رضاه، وبغير علمه، فالواجب عليك التوبة والاستغفار، والندم على ما مضى، والحمد لله، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا، إذا كانت المرأة سماحة الشيخ! لا تلد إلا مواليد مصابين بعاهات معينة، هل لها أن توقف الإنجاب؟

الشيخ: ما يظهر لنا؛ لأن الله -جل وعلا- قدير على كل شيء، قدير، يعطيها أولادًا سالمين، ولكن لا مانع من العلاج، تتصل بالأطباء المختصين، قد يكون مرضها في الرحم تعطى علاجًا له، ولكن لا يجوز لها الامتناع، وإن كانت المرأة المذكورة إن كانت مما تعاطت الحبوب من أجل هذا؛ فعليها الاستغفار أيضًا، كأنها ما امتنعت من ذلك إلا خشية أن يكون هناك شلل، أو كذا؛ فينبغي لها التوبة من ذلك؛ لأن الأمر لا يستمر، بل قد يقع هذا سليم، وهذا مصاب، وهذا طيب، وهذا مصاب بمرض آخر.

الحاصل: أن كونها تتعاطى ما يمنع الحمل من أجل خوف الشلل، أو خوف كذا لا يجوز لها ذلك؛ لأن الله قد شرع للعباد أن يتعاطوا أسباب النسل، وأن يجتهدوا في تكثير الأمة، ولما في هذا من الخير العظيم للجميع.

وأما إن كان لا، أنها امتنعت من أجل السل الذي في زوجها، ومخافة أن يصيبها السل؛ فهذا لا ينبغي لها أيضًا، وعليها أن تتوب إلى الله، وتستبيح زوجها إن كان قد منعها من ذلك، أما إن كان برضاه؛ فالأمر في هذا واسع، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا. 

فتاوى ذات صلة