الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه، أما بعد.
فإن الصلاة لا تثوب للغير، لا للميت، ولا غيره، لعدم ورود الأدلة على ذلك، الأدلة الشرعية، وإنما يصلي الإنسان لنفسه يرجو ثواب الله، فإذا صلى ركعتين، أو أكثر، ثم شك بعد الصلاة هل نواها عن فلان، أو فلان؛ فصلاته صحيحة؛ لأن الأصل عدم وجود هذه النية، والشك بعد الصلاة لا يؤثر في الصلاة.
إلا إذا علم أن النية وقعت في الصلاة، وأنه نواها عن الغير؛ فإن هذه الصلاة لا تصح عن الغير؛ لعدم الدليل على ذلك، وعليه أن يتوب إلى الله من ذلك، وألا يعود إلى الصلاة عن الغير، وإنما الدعاء يدعو للغير، يتصدق عنه، يحج عنه، إذا كان ميتًا يعتمر، إذا كان ميتًا، أو بخير عاجز عن الحج والعمرة، نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم، كأني به سماحة الشيخ يقول: الصلاة لفلان، وليست عن فلان؟
الشيخ: هو هذا مراده لفلان يعني: يبين هدي ثوابها له، أما إذا كان يعبده بها، يتقرب إليه، يصلي له، يعبده، ويسجد له؛ هذا شرك أكبر، هذا شرك أكبر كونه يصلي، يسجد لفلان، أو يركع لفلان، أو يسجد لفلان، أو يصوم لفلان، يتقرب إليه، يعبده من دون الله؛ فهذا شرك أكبر، نعوذ بالله، مثل الذبح لغير الله، مثل النذر لغير الله، والاستغاثة بالأموات والنجوم والأصنام كله شرك...
أما الحي القادر، الحي القادر إذا طلب منه شيء، وهو حي قادر قال: سلفني كذا، وإلا أعطني كذا، هذا ليس بشرك، مثلما قال الله -جل وعلا- في قصة موسى: فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ [القصص:15].
فإذا قال: للحي الحاضر: يا فلان! أقرضني، أو أعطني كذا، أو ساعدني على كذا؛ فلا بأس، ليس من الشرك، أما أن يقول للميت، أو الغائب يعتقد أنه يسمعه، وأنه غائب لسر فيه، يعتقد أنه يسمعه، أو يعتقد أنه يقضي حاجاته وهو ميت، أو يفعله مع صنم، أو مع نجم، أو مع الجن يكون شركًا أكبر، نسأل الله العافية.
المقدم: نسأل الله السلامة والعافية، إذاً إذا نوى الصلاة لفلان، سواءً كان في أثناء الصلاة ،أو بعد الصلاة الشرك واقع واقع؟
الشيخ: إذا كان يصلي له، يتقرب إليه بالصلاة، ما هو بيثوبها له، يتقرب إليه بركوعها، وسجودها، يعبده؛ فهذا شرك أكبر.
المقدم: نسأل الله السلامة والعافية.